وعلقت والدة الطفل على الصور التي وضعتها على موقع فيسبوك مطالبة بالمساعدة لها ولابنها الصغير الذي قالت إن والده دائم التعدي عليها وعلى صغارها، وضرب الطفل بوحشية قبل أن يكتفه.
هذه القصة هي واحدة من ضمن بعض القصص الإخبارية التي تناولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن العنف الأسري وتحديدا العنف ضد الأطفال.
لماذا يتعرض الأطفال للعنف في بيئة من المفترض أن يجدوا فيها الأمان والاستقرار والراحة النفسية، أقصد البيوت والمدارس ومن أقرب الناس إليهم، الآباء والأمهات والمربين.
طبيعي جدا أن المُعَنِف سبق وتعرض لعنف مشابه من أبويه أو الكبار في الأسرة وهو طفل.
أرجو بث برامج تربوية تخدم الفئات التي لا تزال تعيش العقد النفسية الموروثة حتى لا تتكرر المآسي.
أعتقد أن مثل هؤلاء الآباء مرضى نفسيون ساديون يحتاجون للتوجيه السلوكي النفسي أتمنى عليهم زيارة أطباء نفسيين لمصلحتهم ومصلحة من هم تحت رعايتهم.
موروث اجتماعي يحتاج لعلاج مكثف. ظاهرة العنف ضد الطفل ظاهرة عالمية تحدث في كل زمان ومكان وفي كل المجتمعات.
فئة تجردت تماما من الرحمة وتخلت عن إنسانيتها كإنسان فُطر على الإنسانية والرحمة.
بعض الآباء يفقدون أعصابهم فيفرغون كل ما يحملون من هموم ومشاكل الحياة على رؤوس أطفالهم، والنتيجة عقد نفسية وعاطفية وسلوكيات تترك آثارا سلبية تسكن العقل الباطن ولها تبعات ليست على الطفل فحسب بل على والديه أنفسهم وعلى المجتمع كله.
العنف الجسدي للطفل ذُل وإهانة لكرامته تلاحقه حتى الكبر وتحرمه ثقته بنفسه وتقديره لذاته وتضعف مهاراته الإدراكية ووظائفها، وما صعوبات التعلم وضعف التركيز والانتباه وعدم الفهم وعدم المرونة المعرفية إلاّ نتائج سلبية لتربية قاصرة وموروث سيئ من الأجداد للآباء فالأبناء وأبناء الأبناء......
العنف يؤثر على الوظائف التنفيذية للدماغ، مثل الذاكرة وضبط النفس، والمرونة المعرفية وعدم القدرة على تكوين صداقات أو علاقات اجتماعية إيجابية في الحاضر والمستقبل.
حديث العنف على الأطفال لا يكفيه مقال واحد ومحدد بكلمات. سأتحدث في مقالات قادمة بإذن الله في هذا الموضوع الهام..
خلل في الصحة العقلية والنفسية والعاطفية للطفل سببها أقرب الناس له رجاء لا تدفعوهم للاكتئاب المؤدي للانتحار أو تعاطي المخدرات.
[email protected]