إسرائيل وتسليح القانون الدولي

القانون الدولي في حقيقة الأمر يعتمد على القوة في تنفيذ أحكامه، وإن كان يتحدث عن السيادة والمساواة وتكافؤ الفرص، فالعلاقات بين الدول لا يحكمها كود قانوني موحد، وهذا ما يعتقده البعض عندما يسمع كلمة «القانون الدولي العام»، فالقانون الدولي العام عبارة عن اتفاقيات وأعراف دولية تحكم علاقات الدول بعضها البعض.
وفي الآونة الأخيرة شهدنا اعتداءات إسرائيل الدموية على قطاع غزة، قصفا عنيفا، دمارا فادحا، ضحايا مدنيين، تلك الترسانة العسكرية الإسرائيلية تستخدم للاستعمار وليس للدفاع عن النفس كما تدعي إسرائيل، وفي الحديث عن المفاوضات نجد أن إسرائيل ترفض وجود دولة فلسطينية كاملة السيادة، بل وتشترط أن تكون منزوعة السلاح، هنا تتضح الحقيقة من يمتلك القوة العسكرية هو من يتحكم في المفاوضات!! والسيادة هنا تخضع للقوة وليس العكس.
وفي ظل اعتراف المجتمع الدولي بأن إسرائيل محتلة إلا أن القانون الدولي عاجز عن وقف هذا الاحتلال.. لماذا؟
لأن الدول الخمس العظمى التي تمتلك حق الفيتو لم يجمعوا على إنهاء الاحتلال بالتدخل العسكري الدولي المشترك، وهذا ما نتحدث عنه، القوة والنفوذ اللذان قامت عليهما أحكام القانون الدولي.
وما يحدث من إخلاء قسري للفلسطينيين كما حدث مؤخراً في حي الشيخ جراح، تدّعي إسرائيل بأن اليهود استوطنوا الأرض قبل الفلسطينيين وأن لها الحق في إخلاء المساكن، لكن في حقيقة الأمر تلك الممارسات هي تطهير عرقي وتهجير قسري للمواطنين الأصليين من أجل تغيير ديموغرافيا فلسطين.
وعلى أرض الواقع نجد أن إسرائيل تتجنب القانون الدولي وتستغله في نفس الوقت لتسهيل عنفها على قطاع غزة وتبرير التطهير العرقي في حي الشيخ جراح، وما زالت جرائم إسرائيل مستمرة تحت مظلة القانون الدولي!!
@i_rakan010