بدأت مسايرتي لهم للوهلة الأولى بكل حماسة لأرى ما السبب المغري لهذه الأعداد التي تتابعهم! في البداية رأيت عفوية وحبا يشع من وجوههم عند متابعتهم.
كنت أعتقد بأن محتواهم أمر عجز عنه السابقون ولم يحلم الأحياء اليوم بأنه سيحققه اللاحقون في المستقبل، فإذا بي أجدهم يتبنون محتوى فريدا من نوعه وهو «صناعة اليوميات».
أتنقل بين حساباتهم وكأنها متكررة، وكما قلت عفوية قاتلة للقلب من شدة رقتها، ولكن عندما أتنقل بين حساباتهم وجدتهم يصنعون العفوية المزيفة ويتصنعون كل ضحكة ويتملقون الأدب والأخلاق، فكان بينهم صديق جديد حديث عهد بالشهرة يصور الكواليس دون دراية منهم، ولكنهم أذكياء، فلم يعد هذا الشخص صديقا لهم ولا مشهورا!
في فقراتهم المعتادة وهي تصوير الإعلانات، أعلنوا لمتجر ملابس إلكتروني ويسوقونه بقدر ما أعطوا من مبالغ، وكأنهم لا يشترون إلا منه، ولكن كما يقال: حبل الكذب قصير، فكانت لهم سفرة خارج المملكة، وإذ بتجهيزاتهم جميعها من الأسواق التقليدية، وكأن المتاجر التي أعلنوها تبخرت، وكان حبلهم قصيرا وقطعوه من تلقاء أنفسهم.
أتساءل في نفسي في أثناء مشاهدتي لهم في هذه المدة القصيرة: كيف حظوا بهذا الاهتمام من المشاهدات العالية والجماهيرية الكبيرة دون محتوى مميز وفريد؟ هل يومياتنا أصبحت هشة لمشاهدة يوميات الآخرين بل مشاهدة فراغ الآخرين؟
لا تسلموا وقتكم لأي أحد لا يضفي لكم شيئا، ولن أكون سلبيا بقدر ما يجعل الشخص من وقته شيئا عظيما لا يفرط به، لو حصل أمر يعجز عنه، فالوقت أثمن من مشاهدتهم.
وللأسف الشهرة اليوم لم تعد مقياسا للنجاح أو الإنجاز، إنما قد يحصل عليها كل تافه من توافه المجتمع، ولا جهد يسبق هذه الشهرة سوى بعض من نزع الأخلاق والذوق، ثم يصبح هذا المشهور وعظماء التاريخ في أيقونة واحدة!
@asir_26