وأضاف: هبطت سوق الأسهم في بيرو تزامنا مع الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية ومطالبات كاستيلو المتعلقة بالسياسة الاقتصادية.
وأشار إلى أن هذا الذعر مبالغ فيه، لا سيما أن كاستيلو أعرب عن استعداده إلى أنه مستعد للتقرب من الوسط أثناء توليه منصبه.
ولفت الكاتب إلى أن كاستيلو يمثل قطيعة أيديولوجية نهائية عن الرؤساء في العقود الأخيرة، فهو مدرس في مدرسة ابتدائية وزعيم نقابي، وخلال الحملة الانتخابية تقلب كاستيلو في القضايا الاقتصادية لدرجة أنه قال إنه سيؤمم قطاع التعدين المربح في بيرو وسيضع دستورًا جديدًا أكثر شمولية وتقدمية.
وتابع: هذا خروج كبير عن السياسة البيروفية الأخيرة. كانت بيرو أحد أعمدة المركزية والانضباط المالي داخل أمريكا اللاتينية منذ أن تبنى الرئيس البيروفي ألبرتو فوجيموري الليبرالية الجديدة في أوائل التسعينيات في الإصلاحات التي أصبحت تُعرف باسم «صدمة فوجي».
وأضاف: أقامت المؤسسات المالية العالمية والمستثمرون الدوليون والمصالح التجارية البيروفية القوية وحكومة فوجيموري تحالفًا دفع بيرو على طريق أن تصبح دولة ذات دخل متوسط.
وأوضح أنه رغم أن هذا النموذج ساعد في إبحار الاقتصاد، إلا أنه لا تزال هناك فجوة هائلة بين الأغنياء والفقراء في البلاد، مشيرًا إلى أن الوباء كشف عن حالة ضعف شبكة الأمان الاجتماعي وقطاع غير رسمي كبير.
ولفت إلى أن كاستيلو استغل استياء الفقراء، حيث حصل على موجات هائلة من الأصوات من خارج المدن الرئيسية في بيرو، خاصة في وسط وجنوب البلاد وفي المناطق الريفية، كما حصل في مقاطعات مثل كوسكو وبونو، التي بها عدد كبير من السكان الأصليين، على ما يزيد على 80% من الأصوات.
ونوه إلى أن هذا أثار قلق المستثمرين والنخبة في بيرو، المتمركزة بشكل أساسي في العاصمة ليما والساحل الشمالي، حيث يخشون من أن كاستيلو قد يتبنى أجندة اشتراكية راديكالية للبلاد ويمزق نموذجها الاقتصادي الحالي عبر تدخل الدولة بشكل أكبر في المؤسسات الخاصة، لا سيما في قطاع التعدين واستخراج الموارد الطبيعية على نطاق أوسع، وإلقاء الانضباط المالي في مهب الريح والإنفاق بشكل كبير على المشاريع العامة والمبادرات التقدمية، وزيادة الضرائب بشكل حاد، وإضعاف استقلالية البنك المركزي.
ومضى الكاتب بقوله: لكن كاستيلو ألمح إلى أنه قد يعتدل بدرجة كبيرة، وتراجع عن تأميم التعدين قائلًا إنه سيرفع الضرائب على الصناعة فقط. كما عيّن بيدرو فرانك، وهو خبير اقتصادي سابق بالبنك الدولي، مستشارًا اقتصاديًا رئيسيًا.
ونوه إلى أن فرانك يدعم الحكمة المالية ويفضل محاربة التهرب الضريبي على الشركات كطريقة أخرى لملء خزائن بيرو لأولويات الإنفاق في برنامج كاستيلو، الذي يشمل زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم.
ولفت إلى أن هذه الأجندة تركز على مجتمع أكثر مساواة بدلًا من المصادرة الجذرية.
وأوضح أن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كان فرانك سيحصل على موقع قوي في إدارة كاستيلو أو ما إذا كانت أجندة الحزب الأكثر راديكالية «بيرو الحرة»، الذي ينتمي إليه الرئيس، ستفوز.