وهنا يكون التجمل مباحاً، بل ومندوباً إليه.
أما الوضوح الذي نعنيه فذاك الذي تظهر فيه ما ينفع الناس، ولا تخفيه لتجني من ورائه مكاسب شخصية.. فهل فهمت يا (عطية)؟!
يقول مصطفى محمود يا عطية: في الحياة رذيلتان اثنتان فقط:، أن تكذب على نفسك. وأن تخاف من إنسان يمرض مثلك ويموت مثلك!.. تخلص منهما وكن جريء القلب تكن رجلا فاضلاً.. وأقول: هناك من امتهن الكذب.. وحين تراه يتكلم عن الناس يشعرك بأنه ذاك الرجل الفاضل وأنا أعرف أنه كذاب.. يكذب على المكشوف ويستغل درجة المجاملة التي تتمتع بها ليواصل كذبه ويحصل على مبتغاه، ولا يتردد في أن يسمعك كلاماً معسولاً ينفخ به رأسك لتستجيب لطلبه.
يا عطية يا صاحبي،
لا تلتفت لمن يجاملونك.. أنا أعز أصدقائك.. إنني أحدثك بصراحة لم تعهدها في مجتمع (مطبل)، تربى على الزيف.. تشكل في المدرسة عليه.. الطالب يحمل لوحة رسمها غيره، مكتوب عليها اسمه!
لا نكتفي يا عطية بعدم تعليمه الرسم بل نتجاوز ذلك -بكل بلادة- لنعلمه (الكذب).. ربيناه على الخوف؛ فأضحى يخشى رئيسه، ويسعى إلى إرضائه دون تفكير!
يا صديقي لا يهم أن تتألم، أو أن تفرح.. ما يهم هو أن تقول الصراحة.. نعم الصراحة كيفما كانت!
يقول إبراهيم الفقي:
إذا خسرت شخصاً لأنك كنت صريحاً معه فأنت الرابح؛،لأن العقول الصغيرة هي التي لا تستوعب الصراحة.
ويقول كوليت خوري:
ما أقبح المجتمع الذي ﻻ يحب الصراحة.
***
من افتقد الصدق..
افتقد كل شيء..
إنه المرآة التي يبصر فيها المرء..
الحق والباطل..
إذا أردت برهاناً لصدقك..
فالجأ إليه حين تخاف أنه يضرك..
موقناً أنه سينفعك..
ودع الكذب حين ترى أنه سينفعك..
فإنما هو وهم سرعان ما ينكشف ويضرك..
وقديما قالوا:
حبل الكذب قصير..
اللهم اجعلنا من الصادقين.
[email protected]