إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * * * ولست تبقى بما قد قلته بدلا
إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * * * كالغيث يحي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في زهد تواقعه * * * فكل عبد سيجزى بالذي عملا
فقال الإمام رضي الله عنه: علي بالدنانير! فأتي بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: يا أمير المؤمنين! حلة ومائة دينار؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أنزلوا الناس منازلهم» قال: وهذه منزلة هذا الرجل عندي.
يجب أن يكون المحتاج – ومن منا لا يحتاج؟- كهذا الرجل، ويجب أن يكون المعطي كأبي الحسن رضي الله عنه.
في زماننا هذا المحتاجون أصناف: منهم من يدعي الحاجة وهو ليس بمحتاج وهذا يتسبب في انقطاع المعروف بين الناس حيث يعمم فعله على المحتاجين حقيقة، ومنهم من هو محتاج حقيقة ولكنه لا يتعامل بأدب، فيشغل الآخرين في كل وقت ويلح في الطلب ولا يعذر، وفي كلمة المحتاج للإمام علي رسالة واضحة "فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتك"، ومن المحتاجين من هو متعفف وهذا يستحق البحث عنه والوقفة معه.
وفي المقابل يجب أن يعرف صاحب المال إذا وجد المحتاج الحقيقي، أن هذا المحتاج -ومن دله عليه- هو صاحب المعروف، فقد فتح له باباً للخير والنجاح في الدنيا والآخرة، وبركة المال تزداد بقدر ما يُبذل منه، ولذلك يجب أن يتعامل الأغنياء مع الفقراء التعامل اللائق.
بقي من يطلب من خلال مواقع التواصل والجوالات، وجهة نظري أن عليه أن يعذر ويدرك أنه لا يمكن مساعدته، فكيف يعرفك الناس وكيف يعرفون حاجتك؟، ولذلك الطريق الوحيد أن تتوجه لمن حولك من جمعيات وأفراد، وعليه عذر من لا يتفاعلون معه عن بعد، فإن لم يعذر وجب على المقتدر الحذر.