هو الشخص الذي يقوم بإعداد القهوة والشاي وتقديمهما للموظفين أو المراجعين لإدارته التي يعمل بها، وقد يقدم هذا القهوجي هذه الخدمة أيضا في المناسبات الاجتماعية، بلا شك أن هذه المهنة موجودة في كل الإدارات والشركات، وأحيانا تحتاج إلى الخبرة والمعرفة الجيدة، كثير من أصحاب هذه المهنة يتعرضون للمواقف المختلفة، فمن هذا المنطلق يجب مراعاة مشاعر أصحاب هذه المهن الذين قد يكون مستواهم الاجتماعي ضعيفا، وكذلك مراعاة مشاعر من يعملون بهذه المهنة سواء كان كبيرا أو صغيرا، مما لفت نظري واستمعت له مسامعي قصة من شخص كان يرويها عن رجل كبير يعمل في إحدى الإدارات قهوجيا يصب القهوة للضيوف، ولموظفي تلك الإدارة، وفي يوم من الأيام حصل موقف محرج له، يقول الراوي: حل ضيف من جهة أخرى لهذه الإدارة لإنجاز عمل لدى إدارتهم، فما كان من المسؤول إلا ضغط جرس النداء الخاص بمطبخ القهوجي، الذي على الفور كعادته في مثل هذه الواجبات، أحضر دلة القهوة لكي يكرم الضيف الموجود عند المسؤول في مكتبه، في العادة المسؤول هو الذي يكون مواجها لباب المكتب، والضيف مواجها للمسؤول، مما يمكن من رؤيته من قبل الداخل للمكتب، دون أن يرى الضيف الداخل إلا في حال التفاتة كاملة، دخل القهوجي إلى نصف المكتب وشاهد وجه الضيف وتمكن من معرفته، وعاد مسرعا للخلف وترك دلة القهوة في المطبخ الذي يقابل مكتب المسؤول وطلع إلى خارج الإدارة ولم يعد، المسؤول كان رجلا عظيما ونبيها وعاقلا وذكيا، استدرك الموقف وقام بنفسه باحضار القهوة وقام بواجب ضيفه، دون أن يجعله يحس بشيء مما حصل، حتى ذهب بعد إنجاز عمله، بعدها جمع هذا المسؤول بعض موظفيه ممن يعرفون القهوجي وحدثهم بالموقف الذي حصل، وتوفرت معلومات بأن هذا القهوجي يكون قريبا لهذا الضيف، بل خاله شقيق والدته، مسؤول هذه الإدارة لم يحدث ذلك الرجل الكبير الذي يعمل قهوجيا لديهم بهذا الأمر، ولم يعاتبه على فعلته حتى انتهاء عمله وتقاعده، وكل راح في حال سبيله، موقف جميل ونبيل يسجل بمداد من ذهب، هذا تصرف المسؤول الإنسان المتعلم المتواضع، الذي يحترم مشاعر الآخرين، هذا الموقف لا يصدر إلا من شخص يعمل بمقتضى الرحمة للصغير والتوقير للكبير، هذه من الأشياء التي يجب علينا كمسؤولين، وكمربين وأولياء أمور وأقارب أن ندركها، وأن نحترم بعضنا البعض، ونعزز هذه الأنماط السلوكية الإيجابية في نفوس أبنائنا وبناتنا، وأفراد مجتمعنا، لكي يكتسبوا هذا الخلق الرفيع والنبيل، ونحاول قدر ما نستطيع عدم جرح مشاعر الآخرين، واحترام كافة المهن التي يعملون بها، فمراعاة المشاعر تعتبر من الذكاء العاطفي الذي نحتاجه في هذه الأيام، ومثل هذه الظروف والمواقف، النبي سليمان عليه السلام احترم مشاعر نملة، كانت خائفة على نفسها ومكانها ومجتمعها ولم يحطم بيتها وبيت مجتمعها هو وجنوده عندما غير مسار الجيش كله حتى يحافظ على مملكة النمل، فكيف ذلك عندما يكون المخلوق إنسانا أجبرته الظروف ومتطلبات المعيشة على هذا العمل، فاحترام المشاعر لفتة إنسانية رائعة لا تصدر إلا من أنبل الناس، وأكرمهم أخلاقا.
alnems4411@