والمملكة العربية السعودية قد أطلقت مؤخرا مبادرتين، وهما «مبادرة السعودية الخضراء» والتي تطمح إلى زراعة (10 مليارات) شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة. وإعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة. وأيضا «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» والبرنامج يهدف لزراعة (50 مليار) شجرة، وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
وكل المبادرات التي تطلق بهذا الشأن سوف تساهم بشكل مباشر في زيادة الغطاء النباتي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البيئية. ومن المؤكد أن ذلك سيكافح عمليات التصحر والتي نعاني منها منذ زمن طويل. ويقدر أن (13 مليار دولار) تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة.
والأمم المتحدة ذكرت أن هذا اليوم العالمي: «سيركز يوم التصحر والجفاف لعام 2012م الذي عقد في 17 يونيو على تحويل الأراضي المتدهورة إلى أرض صحية. تجلب استعادة الأراضي المتدهورة مرونة اقتصادية، وتخلق فرص عمل، وترفع الدخل، وتزيد من الأمن الغذائي». وذكرت أيضا أن تدهور الأراضي يؤثر سلبًا على رفاهية (3.2 مليار) شخص على الأقل حول العالم.
وأسباب التصحر متعددة منها الاستخدام المفرط للأراضي، وإزالة الغابات، والرعي الجائر، وممارسات الري السيئة. وكذلك تنامي الطلب من البشر للعيش بأسلوب أكثر رفاهية، وتنعم بالحياة العصرية. وهذه الحياة العصرية المتنامية لا بد أن تراعي البيئة والمحافظة على ما يسمى بالنظم (الإيكولوجية) أي المحافظة على العناصر الفيزيائية والبيولوجية المجتمعة في البيئة. وبحسب هيئة الأمم: «فإن ثلاثة أرباع الأراضي غير المغطاة بالجليد قد تغيرت بشكل ما من قبل البشر لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، والمواد الخام، وبناء الطرق السريعة والمنازل. وأصبح تفادي خسارة الأراضي المنتجة وخسارة النظم الإيكولوجية الطبيعية -وإبطاء وعكس مسار تدهورها- أمرا ملحا ومهما لتحقيق التعافي السريع من انتشار الوباء وضمان بقاء الناس والكوكب على المدى الطويل».
ومن الواضح للعيان أننا نعاني كذلك من الاحتطاب الجائر، وقلع الأشجار عبثا وتهورا، والاتجار غير المرخص وغير النظامي، وتلك من الأسباب الرئيسية لما نعانيه منذ سنوات من عواصف رملية متكررة على مدار السنة.
وكما أن مسؤولية (مكافحة التصحر، والمحافظة على الأراضي الزراعية، والبيئة) تقع على الدول، فهي أيضا تقع على الأفراد حيث هم جزء من المسؤولية المجتمعية التي يجب عليهم المشاركة والمساهمة فيها بروح الجماعة والانتماء للوطن. ولا بد من التأكيد والتذكير بأن الفرد له دور مؤثر وفعال بعدم الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية، والمحافظة على البيئة المحيطة من حدائق ومتنزهات وغابات ومناطق زراعية وبرية.
abdullaghannam@