قلت: إن مَنْ يسمون أنفسهم بمعالجي العلاقات بالطاقة يروجون لقدرتهم في حل المشاكل العائلية وجذب مَنْ تحبين مستفيدين بطبيعة الإنسان عندما يتعرض لمشكلة ويشعر بالإحباط فإن عقله يبدأ في البحث باللاواعي عن وسائل متاحة تصدق أن عند الآخرين القدرة الخارقة في حل المشاكل، وهذا الظن خطأ لأن العلاج بالطاقة عبارة عن توهمات لا تدركها الحواس، ولا يمكن أن تقاس بالأجهزة، وبعض منها مستوحى من أديان وحضارات الشرق والمفاهيم الفلسفية بالقدرات الكونية الخارقة، وهو مختلف عن الطاقة المعروفة بعلم الفيزياء.
ولهذا نجد الكثير يتوجهون إلى العلاج الطاقي بحسن النوايا لإعادة العلاقات والحب، وذلك باستخدام وسائل مثل البندول أو الجذب أو جلسات تنظيف الشاكرات وإرسال ما يسمى بطاقة التسامح، قالت: أنا مطلقة وحاولت كثيرا استخدم علاج الطاقة وقانون الجذب أن أرد طليقي ولم أنجح، قلت: هناك فرق كبير بين علم النفس السلوكي، وهو علم له قوانينه العلمية في علاج المشكلات، وبين تمارين الطاقة القائمة على معتقدات لا يوجد لها مصدر، وتروج لمعتقدات مثل عدم توافق العناصر، فلو كان حوض الماء بالمطبخ بقرب الفرن والنار، فإن هذا له دور بإشعال المشاكل الزوجية والطلاق وكذا عدم توافق الأبراج هكذا هم يقولون، وينصحون بتبخير البيت بالأعشاب واللبان والرش بالملح أو امتلاك القطط، التي تصد موجات الكراهية، فهذه كلها من الشركيات، التي لا أساس لها من الصحة.
وبعض العلاجات الطاقية ما هي إلا ممارسات لها علاقة بالسحر والشعوذة ولكن تم تبديل مسمياتها لتكون مقبولة في المجتمعات، وتم إدراجها تحت مسميات علوم الطاقة، قالت: أليس علم الطاقة مشابه للرقية في الإسلام؟ قلت: لا غير صحيح، فالرقية مستمدة من القرآن والسنة ولها خصائص ربانية، والأحجار في معتقدنا لا تمنع الحسد والكراهية ولا تبث الحب والسلام، قالت: ولكن الله ذكر (الطاقة) بالقرآن في آية، فابتسمت وقلت لها: تقصدين (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) فليس تفسيرها العلاج بالطاقة وإنما معناها السعة والجهد، قالت: شكرا لك على التوضيح وسأستخدم قانون الجهد بدل قانون الجذب.
drjasem@