لا! لسنا بحاجة أبداً ليوم الأب العالمي الذي يوافق 14يونيو، وجاء بناء على فكرة امرأة أمريكية أرادت الاحتفاء بأبيها الذي ربى أيتامه الستة، ونحن نقرأ القرآن وندرّسه ونحفظه وفيه أمر صريح وواضح «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً»، بل إننا في ديننا مأمورون ليس بتقدير الأب فقط، بل حتى معارف الأب ففي الحديث الشريف يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه».
ولا! لسنا بحاجة عندما أرى عقوق الوالدين يعتبر في مجتمعنا عاراً يدنّس سمعة فاعله، ويُرى أنه مرض معدٍ ينتقل من جيل لجيل، فمن عَق عُق، ومن جفا والديه شرب من نفس الكأس.
ولا! لسنا بحاجة ليوم وحيد يذكرنا بآبائنا عندما أرى هذه المشاريع الخيرية التي تزدان بها بلادنا بأسماء راحلين رحلوا، ولكن أبناءهم خلدوا ذكرهم بأعمال تبقي ذكرهم!
وأقول لا! عندما أزور كبيراً في السن وأرى كيف يتعامل معه أولاده!
ولكني مع شديد الأسف أكاد أقول نعم! نحن بحاجة للتذكير عندما أسمع بعض القصص التي ترد من هنا وهناك حول ممارسات يحتاج أصحابها للتذكير بفضل الأب، فعندما أراجع مستشفى لأجد من جاء بكبير السن لموعده السائق والعاملة المنزلية أقول أين أولادهم بنين وبنات، كيف تنازلوا عن هذا الشرف؟!.
وأكاد أقول نعم! عندما أسمع من بعض العاملين في المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية عن كبار في السن تُركوا لسنوات ولم يأتهم أحد إلا نادراً ليتأكد هل ما زالوا أحياءً أم لا؟
إن كنا نرى أننا لسنا بحاجة ليوم في السنة فواجبنا، وواجب أهل الرأي والتوجيه فينا أن يسعوا بكل ما استطاعوا للمحافظة على تميزنا، بتوسيع دائرته ومعالجة من حرمهم الله إياه.
أذكر أني دعوت مهندساً ألمانياً لبيتي قبل سنوات لجلسة الجمعة الأسبوعية في مجلس والدي والتي يحضرها جمع من الأقارب والمعارف، فتعجب واندهش عندما رأى ثلاثة أجيال في المجلس: والدي وأنا وأبنائي، وهناك من يحظى بأربعة أجيال أطال الله أعمار والدينا ووالديكم.
تويتر: @shlash2020