مقولة كنا نسمعها منذ عشرات السنين، بأن اليمن يلقب باليمن السعيد، وحينما استوعبنا المشهد السياسي وأدركنا النزاعات الإقليمية تساءلنا أي سعادة هذه التي يعيشها هذا البلد المنهك المتفكك، والذي تلفه عباءة الفقر والجهل والمرض ومحط للنزاعات القبلية التي تسيطر على جباله وسهوله وأوديته، فمنذ ثلاثين عاما واليمن في صراعات إقليمية، رغم أن اتفاق الرياض شكل مخرجا آمنا من دخول اليمن في هذه الصراعات، ولكن الوضع يزداد تعقيدا أكثر؛ لأن البعض من اليمنيين أنفسهم يصرون على تعطيل مشروع الرياض وعلى تعطيل تنفيذ الاتفاق وتحسين معيشة اليمنيين، وذلك خدمه لأجندات معادية، واليمن بوضعه المتدهور لا يحتمل مزيدا من المغامرات والزج به نحو الهاوية على حساب الشعب اليمني، وحقه العيش في حياة آمنة كريمة، من أجل ذلك قامت المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول الخليج بدور بناء لنزع فتيل العنف الذي يهدد اليمن، وقد شكل اتفاق الرياض نقطة تحول هامة لتحقيق هذه الغاية، وكان على اليمنيين التمسك باتفاق الرياض؛ لإخراج بلادهم من النفق المظلم الذي تعيشه اليمن واليمنيون في الوقت الراهن، وهنا علينا أن نسأل ماذا يريد المعطلون لاتفاق الرياض من استمرار الوضع الراهن لليمن، فاليمن تلفها عباءة الفقر والألم والجوع؛ جراء سيطرة الحوثي على مناطق هامة من اليمن تنفيذا وخدمة لأجندات معادية، وفي مقدمتها إيران، في الوقت الذي تبدي فيه السعودية والإمارات والبحرين والكويت الحرص على استقرار اليمن ورفع المعاناة عن أبنائه، وإذا لم يدرك اليمنيون ما يحاك لهم؛ فسوف يبقون أداة صراع إقليمي ودولي، وستظل بلادهم كومة من خراب ودمار، كما هو الحال في حلب وحمص وحماه.