المناسبات الاجتماعية «الشرفية» والتي يطلق عليها بعض الناس أعيادا أو أياما كعيد الورد وعيد العمال وعيد الحب وغيرها، هي بالنسبة لي لا تمثل إلا صفرا على اليسار، وحتى لا يغضب مني أصحاب محلات الهدايا والورود سأقربها الى1% لأن المهم هو السلوك طوال العام، فنصف من يحتفلون بتلك المناسبات ويفرحون بها ويقيمون الاحتفالات ويصورونها ويوزعونها هي عبارة عن مجرد «فزة» وحماس للاحتفال، أما السلوك تجاه هذا الموضوع نفسه فيشوبه الكثير من القصور. لست ضد أي أحتفال ولا إحياء ذكرى ولا إعادة أمجاد، ولكن إن كنت تحترم وتقدر وتعامل المعاملة الصحيحة كل تلك المناسبات وأصحابها فهذا أهم مليار مرة من الاحتفال والإنفاق والديكور والتزيين والتصوير والتميلح. السلوك اليومي هو الذي يصعب تصويره الذي تتعدد فيه الأمزجة وتكثر تفاصيل الحياة فهو المحك الرئيسي وليس مجرد يوم عابر من 360 يوما. أما عيد الأم والأب فهو الطامة الكبرى لأنهما بالنسبة لي كل أعيادي وأيامي وأزماني وأنفاسي كل يوم هم السعادة والاحتفال والفرح. أستغرب ممن يصفون يوم الأب بأنه «ما أحد درى عنه» ولا له حس ولا رنة ولا يقارن بيوم الأم، بل هذا يثبت أن المسألة صخب واحتفالات وهدايا فقط فلو كان على السلوك لما دخلنا في هذه المقارنة بالصيت والصوت، وبما أن قبل أيام كان يوم الأب المزعوم فأقول بأعلى صوت لا أحتاج يوما لأبي، فهو كل أيامي وساعاتي ودقائقي وثواني وأجزاء لحظاتي، هو من أفخر بحمل اسمه الذي يزينه كل ما كتبته من شهادة ميلادي إلى دراستي وشهاداتي وإنجازاتي ووثائقي وأسماء أبنائي وبناتي، هو البر الذي يفتح لي رحمات ربي وأبواب الرزق والسعادة والراحة وقبل كل شيء أبواب الجنة. دور الأب موجود في كل حين فهو يغرس لبنات الحياة التي تستمر في حياته وحتى بعد مماته ذكراه وتعاليمه ونصائحه وإيماءاته تسكننا بحياته وبعد مماته، يوم الأب هو كل يوم وكل لحظة تتلمس حاجاته وتلبي رغباته وتتبع أوامره وتغدق عليه مالا وحبا وسرورا، مجرد اسمه العظيم قبل اسمنا يزيدنا قوة وجسارة وفخرا وشموخا، يجعلنا أكثر نقاء ومكانة وطهارة ومروءة، اسمه هو وقودنا الذي يجعل منا أناسا أسوياء عقلاء ناضجين متباهين أمام كل من يسألنا «ما اسمك» أقول لك يا أبي ولكل آباء البشر، ليتني أقبل كل مكان في جسدك الطاهر وأرفعه على مقدمة جبيني كل هذا وقد نكون لحقنا شعرة من برك وجزائك. أقول لنفسي ولكل البشر احملوا أسماء آبائكم أظهروها أبرزوها، اجعلوها قولا وعملا على جبينكم وعلقوها على صدوركم وانقشوها على قلوبكم، وارفعوها وزينوا بها راياتكم دعوها تكون أوضح من ملامح وجوهكم دعوا أسماءهم ترن في آذانكم وعقولكم وحواسكم ودقات قلوبكم، تفاخروا فهكذا تسعدونهم وتفرحونهم وتدخلون السرور على قلوبهم، كن باسم والدك متكبرا طاووسا جهبذا بل حتى مغرورا فهو اسم عظيم يستحق أكثر من ذلك. اللهم إن كان آباؤنا أحياء فألبسهم لباس الصحة والعافية وأطل في أعمارهم وإن كانوا توفوا فاجعل الفردوس الأعلى دارهم وقرارهم وفي كلتا الحالتين أعنا على برهم كما تحب وترضى. أنا ماجد بن عبدالله السحيمي ابن لرجل عظيم مثل كل آبائكم العظماء. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi