وعند البحث في الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض التوحد لا يوجد هناك سبب واضح ولكن هناك عدة أسباب قد تلعب الوراثة دورا مهما فيها، فقد ترتبط الإصابة بطيف التوحد بطفرات جينية معينة ومتغيرة تؤثر في تطور الدماغ أو التواصل بين خلايا الدماغ وغالبا ما تكون بطبيعة وراثية.
تظهر اضطرابات النمو في التفاعلات الاجتماعية، ومهارات الاتصال، والسلوكيات، والاهتمامات، والأنشطة. وتكون الصورة السريرية النموذجية لهذه الفئة في مرحلة الطفولة كعدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمع في بعض الأوقات، غياب التواصل البصري، ضعف في الكلام أو صعوبة في بدء محادثات والاستمرار فيها، تكرار العبارات والكلمات بدون فهم لكيفية استخدامها، قد يتحدث بنبرة صوت غير طبيعية وغير مدرك لمشاعر من حوله وقد يميل البعض منهم إلى العدوانية أو التبلد وهذه الأعراض غالبا تكون على مستوى التواصل الاجتماعي بينما تختلف أنماط السلوك في مريض التوحد كأن يؤذي نفسه بحركات خطرة تؤذيه جسديا، ويميل إلى حركات متكررة كالدوران، لديه حساسية عالية تجاه الضوء وملمس بعض الأشياء، الانبهار لبعض الأشياء ولكن بدون إدراك لماهيتها وغير ها من الأنماط السلوكية.
وحتى وقتنا الحاضر لا يوجد علاج يشفي من اضطراب طيف التوحد، ولكن تم تطوير العديد من التدخلات ودراستها لاستخدامها مع الأطفال الصغار وقد تقلل هذه التدخلات من الأعراض، وتحسن القدرة المعرفية ومهارات الحياة اليومية، كما أنه بمقدورنا كأفراد مجتمع المساهمة في تقديم العلاج النفسي والمعنوي وذلك بدمجهم بالمجتمع مما يساعد في تنمية مهارات التواصل الاجتماعي خاصة في الأعمار الصغيرة بالإضافة إلى العلاج المهني، والعلاج الطبيعي، وعلاج التكامل الحسي، واستخدام التكنولوجيا المساعدة ومما يعيق ذلك نظرة بعض أفراد المجتمع لمصابي التوحد بأنهم وصمة عار وهناك من يميز بينه وبين أفراد عائلته أو حتى عزلهم، مما يخلق عقبات كبيرة للمصابين ويؤثر سلبا على نفسيتهم والتطور العلاجي لهم، وهنا يكمن التحدي في دور المجتمع ومدى تقبله للمصابين به والمساهمة في تحقيق التكامل بالاندماج واعتمادهم على أنفسهم ليكونوا فعالين في تنمية المجتمع، كما أن للإعلام دورا كبيرا وذلك بإطلاق الحملات التوعوية وحرصهم على تثقيف المجتمع وتطبيق مبادرة الإنارة الزرقاء والتي يحتفل فيها باليوم العالمي لمرضى التوحد وهو الثاني من شهر أبريل من كل عام، وذلك لهدف تبادل الخبرات ولتعزيز دورهم في المجتمع واندماجهم فيه وذكر قصص النجاح التي لها الأثر الإيجابي للمرضى، وقد يؤدي ذلك إلى تطوير حقيقي في علاجهم والتعزيز من ثقتهم فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، كما أن المملكة أولت اهتماما كبيرا بمرضى التوحد وقامت بإنشاء مراكز رعاية متخصصة في العديد من مناطق المملكة بناء على معطيات تحدد نسبة انتشار الحالات في المناطق وأيضا توفير برامج تأهيلية لإعداد كوادر متخصصة في هذا المجال.
إضاءة: في كل عام تزداد نسبة المصابين بالتوحد بالمملكة حيث بلغ عددهم 60 ألف مصاب لذلك يجب على الآباء والأمهات مراقبة أطفالهم في السنوات الأولى من العمر وعند ملاحظة اضطرابات معينة وخارجة عن المألوف عليهم مراجعة الطبيب، لما للتدخل السريع والمبكر من أمر مهم في العلاج والرعاية الخاصة والعلاج التأهيلي....... أدام الله عليكم لباس الصحة والعافية....
[email protected]