ويعتقد الكثير بأن مَنْ يزور الطبيب النفسي شخص مجنون فاقد لعقله، وتساهم الأفلام ووسائل الإعلام في ترسيخ هذه الصورة النمطية، بينما في الواقع أن غالبية مراجعي الطبيب النفسي يعانون من أمراض مثل القلق والاكتئاب، ويزور الأطفال الطبيب بسبب اضطرابات سلوكية وتعليمية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتشكل هذه الشرائح نسبة تقارب 80 % من مراجعي الطبيب النفسي. وهناك مَنْ يعتقد خطأً من أن الأطباء النفسيين لا يصفون لمرضاهم سوى المهدئات، وأن الأدوية النفسية تسبب الإدمان، والواقع أن هذا الاعتقاد كان سائداً في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي قبل حصول التقدم العلمي الكبير في مجال العقاقير النفسية خلال الخمسين سنة الماضية، فالمهدئات نادرا ما تستخدم وغالبية الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان وبالعكس، فإن نسبة الآثار الجانبية لكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب مثلاً أقل بكثير من الآثار الجانبية لأدوية ضغط الدم أو أدوية السكر.
وهناك الخوف من معرفة الآخرين بأن المريض يتلقى العلاج النفسي، واعتقاد أن ذلك قد يؤثر على مستقبله وفرص الوظيفة أو قد يؤثر ذلك على فرص زواج الفتاة؛ لأن أهل العريس قد يعلمون بكونها تراجع طبيبا نفسيا، والواقع أن المريض النفسي له حقوق في سرية مطلقة لمعلوماته محمية بالقانون، وكذلك أخلاقيات المهنة، التي تحمي سرية معلومات المريض، فليس من حق أي شخص أو حتى أي جهة حكومية الحصول على معلومات عن المريض بأي شكل من الأشكال إلا إذا وافق المريض على ذلك، ووقّع إقرارا لدى الجهة المعالجة، ومخالفة ذلك قد تؤدي إلى فقدان الترخيص المهني للطبيب أو الممارس الصحي وفقدان الوظيفة، وتطبق هذه القوانين في المملكة العربيه السعودية وكثير من البلدان الأخرى. واختم بالحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء» وقانا الله وإياكم من كل الأمراض.
@almaiahmad2