ولكن للأسف أصبحت هذه المشاكل تطال العلاقات الزوجية طويلة المدى وتعجب من الأسباب والتي قد تكون مرت عليها دهور وهي متواجدة لتصبح بين يوم وليلة مصدرا للمشاكل المتكررة والمنتهية بالانفصال والذي سلبا سيكون تأثيره على جميع الأطراف وليس فقط الزوجين، وحين تبحث عن الأسباب تجدها متأصلة ومتواجدة ولكن كان الصمت عنها والصبر عليها فضيلة من كلا الطرفين لعل يوما يأتي وتتغير فيه هذه العادات والطبائع والتي تشكل ازعاجا لكليهما يتطور ليصبح مشكلة لا يمكن أن تحل بعد سنوات متعددة من القبول، والعجب أنه حين تبدأ في حل هذه المشكلة تجد في ثناياها الكثير من الأمور والتي كان يتغاضى عنها من أجل ألا يقال (مطلقة) أو ألا تحرم من أبنائها أو أنه لا يوجد لها مكان تأوي إليه بعد هذا الانفصال خاصة إن كانت ممن لا يعملن ولا يوجد لها أي مورد مادي تستطيع أن تستند إليه بعد هذا الانفصال. ومن هنا كان البقاء في جحيم الصمت والصبر على سوء التصرفات والطبائع جبرا لا اختيارا، من أصعب الأمور التي تمر من خلال الحياة الزوجية هو ذاك الروتين القاتل والذي يكون كالسوسة الخفية بين الأسنان والتي لا تظهر حتى تتمكن تماما من وضعها وقوتها ومن ثم تظهر للسطح معلنة تأصلها ولا يمكن أن تجتثها إلا حين تفقد جزءا طبيعيا من أسنانك وتضع مكانه جزءا صناعيا يتوافق مع الشكل العام والذي حين تنظر إليه تجد الفرق الكبير والذي يظل مؤرقا لك كثيرا كلما نظرت إليه. يأتي بعد ذلك الوعود الكاذبة أو المنتهية بالأجل والتي لا يصبح لها قيمة بعد مرور السنوات لأنه أمر لا يمكن معالجته بعد أن يكون هناك الأبناء والذين يجبرون على العيش تحت ظل هذه الظروف وتلك النزعات.
لذلك إياك وقبول أمر من البداية ترين أنه لا يتناسب وشخصيتك أو أسلوب حياتك الذي تعيشينه، إياك والمثالية الزائدة والتي تصل بك للتعب الجسدي والنفسي لتصبح فرضا عليك وإن أخللت بها تلقيت اللوم والعتب، إياك وإياك من الوعد المؤجل وقبول الأمور حتى وإن كانت بسيطة فالبسيط مع الزمن يصبح كثير التعقيد، إياك من كلمة (سوف) فهي والله الحد القاتل والمميت لكثير من مشاعر المحبة والألفة التي تتكون في البدايات، كوني واضحة من البداية (هذه أنا وهذا ما أريد) فإما القبول والراحة أو الابتعاد والعيش بسلام قبل أن تبدأ حياة رتيبة مملة تنقلك إلى الأطباء النفسيين ليصفوا لك علاجا مخدرا للعقل أو أن تفقدي ذاتك وهويتك وتتعاملي مع المواقف اليومية حتى يشيب الشعر ويرق العظم ويصبح كل شيء لا قيمة له.
مني الكلمة ومنكم التصرف.. دمتم بخير.
[email protected]