اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (بالإنجليزي Antisocial personality disorder) والمعروف أيضاً باسم الاعتلال الاجتماعي، هو نوع من ضمن أنواع الاضطرابات الشخصية المختلفة، يتسم فيها الشخص ببعض السلوكيات العدائية كالاستغلال أو شدة التعامل مع الناس، ويتصف كذلك بتجاهل حقوق ومشاعر مَنْ حوله، كما أن بعضهم يضرب بالقانون عرض الحائط.
ولكن قبل أن نُسهِبَ في حديثنا عن هذا الاضطراب، يجب أولاً أن ندرك ماهية الاضطرابات الشخصية حتى تتضح الصورة.
الاضطرابات الشخصية
تتركب شخصية الإنسان من مجموعة من الأفكار والمعتقدات والصفات، ومجموعة من المشاعر والأحاسيس، ولكل إنسان طريقة فريدة في التفكير والتعامل مع المستجدات، وله أسلوبه في ترجمة المؤثرات البيئية من حوله، ولكن عند زيادة هذا الاختلاف عن حده يتحول إلى اضطراب في شخصية الإنسان.
ويؤثر هذا الاضطراب على الشخص بالسلب فيصير القلق ملازماً له كما قد يقوده إلى نوبات من الاكتئاب، تؤثر الاضطرابات الشخصية أيضاً على الحياة الاجتماعية للمريض، كما تجعل من الصعب عليه تكوين علاقات ناجحة مما يضر بصحته النفسية.
أعراض الشخصية المضادة للمجتمع
تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، وتشمل في العموم:
- الاندفاع.
- الاستغلال.
- المغامرة.
- الكذب والخداع.
- انتهاك حقوق الناس.
- القسوة والوقاحة في التعامل.
- قد يقيم على إدمان بعض المواد.
- الانفعال والعداوة وانتهاج العنف.
- لا يعري اهتماماً لقيم الصواب والخطأ.
- يفتقر إلى الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
- الغطرسة والشعور بالأفضلية عمن حوله.
- يخرق القانون.
- علاقات اجتماعية مضطربة في بعض الأحيان.
- الفشل في تقييم العواقب وآثار أفعاله وتصرفاته.
- يفتقر إلى التعاطف والإحساس بالآخرين ومشاعرهم.
- السخرية والتلاعب بالآخرين بغية الحصول على المتعة.
- عدم التحلي بالمسؤولية، وإنجاز الأعمال بصورة متقنة.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لا يُعلم سبب واضح وراء الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، إلا أن العديد من العوامل قد تساهم في تطور هذه الشخصية، مثل:
- الجينات الوراثية.
- تغيرات في وظائف الدماغ.
- النشوء في بيئة غير مستقرة نفسياً.
- التعرض للعنف أو الاستغلال في الصغر.
- التعرض للاضطرابات السلوكية في مرحلة الطفولة.
- التاريخ العائلي مع هذا المرض أو بأحد الاضطرابات الشخصية.
كيف أعرف ما إذا كنت مصاباً باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
الواضح في هذا الاضطراب هو معرفة طبيعة تصرفات الشخص مع مَنْ حوله، وقد يستعين الطبيب أو المعالج النفسي بمَنْ حوله من أصدقاء وأقرباء لفهم شخصية المريض ونهجه في التعامل مع مَنْ حوله.
كما يحرص الطبيب أيضاً على معرفة تاريخه الطبي أو المرضي السابق إن وجد، ويرصد مشاعره وسلوكياته ونهجه في التعامل مع مَنْ حوله للوصول إلى تشخيص سليم.
اختبار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي كتيباً لمجموعة من الإرشادات للأطباء النفسيين، يحتوي على الأعراض والصفات المختلفة للأمراض النفسية، ومعدل انتشارها، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بكل مرض ونحو ذلك.
أُعدَّ هذا الكتاب بلغة موجهة للأطباء النفسيين وهو مليء بالمعلومات، التي تساعدهم في التشخيص، ويعرف باختبار الشخصية المضادة للمجتمع dsm-5.
علاج الشخصية المعادية للمجتمع
تتفاوت درجات استجابة المرضى مع العلاج، كما أن علاج هذا الاضطراب يتطلب وقتاً طويلاً ومتابعة دورية طويلة الأمد حتى تحسن المريض، وينقسم العلاج إلى قسمين:
1. العلاج النفسي
تساعد جلسات العلاج النفسي والعلاج المعرفي السلوكي المريض على التحكم في انفعالاته وأفكاره، محاولةً الأخذ بيده نحو طريق التعافي، إلا أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويل الأمد نسبياً حتى يغير الشخص من طباعه وعاداته.
2. العلاج الدوائي
لا يتوافر علاج دوائي لهذا الاضطراب، إلا أن الأدوية قد تستعمل إذا ما صاحب الاضطراب مشاكل أخرى كالاكتئاب ونحو ذلك.
حتى تخطو خطوة جادة في طريق العلاج والتعافي من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، عليك أن تشد من عزمك، وتحمل على عاتقك مسؤولية التغيير الحقيقي، واعلم أن الأمر ممكن وليس مستحيلاً، كما أنك إن أوهمت نفسك بالعجز وأن لا حيلة بيدك فقد تباطأت من غير عجز، وإن آمنت بإمكانية التغيير، واستعنت بربك فأنت على الدرب الصحيح، فاستمر.
الفرق بين الشخصية السيكوباتية والشخصية المضادة للمجتمع
بعض الأطباء يرى أن هذين الاضطرابين هما شيء واحد، بينما يرى البعض الآخر أن الشخصية السيكوباتية تتشابه مع هذا الاضطراب إلا أنها أشد منها.
@AlharthiMaysa