بتوفيق رب العالمين بادرت دولتنا العزيزة منذ نشأتها على تلمس حاجة المواطن والعمل على توفير كافة المتطلبات المعيشية للفرد سواء في الجانب الصحي أو التعليم أو السكن أو الخدمات العامة من ماء وكهرباء وطرق وغيرها، ولا شك في أن حكومة المملكة العربية السعودية قد بذلت الكثير من الجهد والمال لتوفير العناصر الأساسية لحياة المواطن (ذكر أو أنثى - صغير أو كبير) وهذا أمر جيد ويستحق الشكر والامتنان وهو أمر مطلوب في أي مجتمع متقدم.
إن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك تغيرات في أساسيات حاجة المواطن بصفة عامة فمثلا أصبح كل فرد بالأسرة يحتاج لسيارة وأصبح كل فرد بالأسرة يحتاج لهاتف جوال وأصبح كل رب أسرة يحتاج لمنزل مملوك له، وهكذا من الأمور والمتطلبات الأخرى التي يعيشها يوميا كل واحد منا... لذلك اختلف مقدار ونوعية حاجة المواطن خصوصا جيل الشباب الذين يشكلون 67% من عدد نفوس المجتمع السعودي وهذا الشيء تترتب عليه إعادة النظر بسرعة وجدية لوضع برنامج محلي «لمساعدة المواطن على تغطية احتياجاته الحياتية» ومن هذه الأمور إيجاد مقاعد دراسية كافية بالجامعات الحكومية وكذلك توفير الوظيفة للشباب (ذكور وإناث) ليعملوا في خدمة وطنهم وكذلك تحليل وضع الأسر المحتاجة لتحسين دخلها وتأهيلها اجتماعيا ومهنيا ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم بتوفير دخل مادي مناسب لهم وكذلك بتوفير منزل مناسب لعيش هذه الأسر الفقيرة..... ولا شك في أن كل هذه الأمور وغيرها عندما تكون متوافرة للمواطن والمواطنة فإن المستوى الاجتماعي للشعب السعودي الكريم سوف يرتفع وتزيد معه القيمة الثقافية والعلمية ويتحسن العطاء من كل فرد من الشعب سواء الغني أو الفقير أو الرجل أو المرأة.
إن الخطط الطموحة التي تتولاها الدولة مشكورة لتنمية وتطوير بلادنا تعتمد أساسا على الإنسان لأنه العنصر الأساسي في أي تقدم وازدهار للمجتمع، لذلك فإن الاهتمام بالمواطن والعمل على تغطية حاجته بند أساسي في أي برنامج تنموي للدولة لأن الأوطان لا تتطور فعليا إلا بسواعد أبنائها (ذكور وإناث) حيث هم الثروة الحقيقية التي يعتمد عليها لرعاية مصالح الدولة في شتى مرافقها... وإلى الأمام يا بلادي.
[email protected]