لم نطو تلك اللحظات والذكريات، كلنا نفتقد بعض أحبتنا! أموات في السماء يسكنون!
الذين رحلوا عنا وتركوا في العيون دمعا وفي الأفئدة حسرات والمكان يبحث عنهم هل يذكروننا كما نذكرهم هل تبحث أعينهم عنا كما نبحث نحن عنهم؟؟
إن أقسى ما يعانيه من بقوا أحياء بعد رحيل الأعزاء قسوة المكان الذي كانوا فيه، جلسوا هنا، وقفوا هنا، ضحكوا هنا، بكوا هنا نستذكر تلك اللحظات ونسترجع ذكريات الماضي..
عندما ننظر إلى تلك الأماكن وهي خالية من أناس كانوا يملأونها بروحهم الطيبة أصبحوا الآن غير موجودين معنا.. فالأماكن أصبحت مظلمة موحشة خالية لا طعم لها ولا لون، وعندما تطرق تلك الأبواب التي كانت تستقبلك بكل حنان وأياد دافئة فنتساءل أين تلك الأيادي الآن؟!
ما أظلم وجه الحياة نحيا بعيدا عن الذين أحببناهم حتى ما عدنا نسمع إلا رنين أصواتهم فلا نرى إلا جمال طيفهم، رحلوا عنا وتركونا في ذكراهم نتوق للقائهم فيارب اجمعنا بهم على ما تحب..
إلى من رحلوا منا ولم نضمهم ضمة وداع أخيرة وإلى الذين رحلوا كحلم يتردد بذاكرتنا كل حين..
وكلما توارت الأيام أصبح الشوق ينتابنا كل حين، علمنا رحيلكم أن كل شهقة فرح يتبعها حزن خافت فنقول اللهم الهمنا الصبر على الفراق، والسلام عليكم في قبوركم عليكم الأمان إلى حين تبعثون..
رحلوا لكنهم وضعوا في قلوبنا ذلك الأثر الجميل ليجعلنا نستمر في حياتنا..
نعم لقد رحلتم لكنكم موجودون في قلوبنا وفي داخل ذكرياتنا التي لا تنسى وفي كل خطوات الحياة، لكننا سوف نفتقد تلك القلوب والأيادي التي كانت ترفع للدعاء لنا بالتوفيق في أمور حياتنا، الآن حان دورنا نحن من نرفع الأيادي للدعاء لكم بالرحمة والمغفرة وأن يسكنكم فسيح جناته ويجمعنا معكم في جنات الفردوس الأعلى..
وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
«رسالة لمن رحلوا عنا»:
الراحلون عنا وإن طال الغياب بهم، باقون في القلب، ما غابوا ولا رحلوا..
أيها الراحلون عنا في عتمة الدرب لقد ظل الدرب بعدكم معتما..
راحلون عنا لكن رحيلكم سيكون مصدر قوة لنا دائما...
راحلون عنا، سلام دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون..
كل شخص في حياته قد فقد شخصا عزيزا عليه كأب أو أم، أو صديق أو قريب ادع لهم فإنهم محتاجون الدعاء منا، هذه هي سنة الحياة وهذا هو منتهانا لمقابلة رب العالمين..
من محطة الراحلين من حياتنا أحدثكم..
قلمي
@Sa_Alaseri