جميل أن نحتفي بكل إنسان يساهم في إعلاء راية الثقافة في وطنه، وأقل القليل في حقهم أن نسعدهم كما أسعدونا وشرّفونا يوما ما بأعمالهم خاصة الإنسانية الخالدة ونشكرهم على تضحياتهم وسنين قضوها من أجل مشاركتنا إلهامهم وكل ما قدموه من أجل الفكر والتعليم والنور المستدام للروح، التقدير يمنح لمَنْ يستحقه بالفعل كالمعلم والطبيب والمهندس والطيّار و و و.. كذلك نريد لهؤلاء «أعمدة المجتمع النيّر» صُنّاع الثقافة والبهجة والابتسامة العريضة المرسومة على وجههم المليء بالامتنان والفخر.
ترى ماذا بعد تلك الجوائز كنوبل للآداب، وجائزة نجيب محفوظ والبوكر العربية بقائمتيها الطويلة والقصيرة، كتارا للرواية العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب لصناع الثقافة والمفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في الكتابة والتأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وغيرها من الجوائز، التي ينتظرها ويتابعها المهتمون، ولكن أقف عند السؤال الصريح لماذا لم تعد هناك جوائز أخرى مبتكرة تُمنح لمَنْ يستحقها بجدارة عن عطائه وجرأته، فكل كاتب استطاع أن يغير الفرد من الأسوأ إلى الأفضل وأن ينقله من اليأس إلى الأمل وينقذه من مفارقة الحياة، يستحق أن نمنحه الحياة عدة مرات تكريما لروحه أولا وفكره ثانيا وضميره قبل كل شيء.
عن لسان حالي والراحلين والباقيين جميعا: أتمنى يوما بعد رحيلي ألا يستلم أبنائي أو أقرب أصدقائي عني جائزتي التقديرية مهما تقدم بي العمر أو رحلت باكرا، أتمنى أن أستلم جائزتي أو مكافأتي بنفسي ويفخر بي وطني وأرى محبة القراء لي وكلماتهم، التي تعبر عن استحقاقي لهذا التكريم الكريم من أهل الخير والتقدير.