DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطة الأوروبيين في التعامل مع الصين أفضل من الطريقة الأمريكية

يرفعون شعار التنافس «المنهجي» بدلا من «الإستراتيجي»

خطة الأوروبيين في التعامل مع الصين أفضل من الطريقة الأمريكية
خطة الأوروبيين في التعامل مع الصين أفضل من الطريقة الأمريكية
الرئيس الصيني شي جين بينغ يتوسط عددًا من القادة الأوروبيين (أ ب)
خطة الأوروبيين في التعامل مع الصين أفضل من الطريقة الأمريكية
الرئيس الصيني شي جين بينغ يتوسط عددًا من القادة الأوروبيين (أ ب)
قالت مجلة «بوليتيكو» إن الاتحاد الأوروبي أعرف وأقدر من الولايات المتحدة على التعامل مع الصين.
وبحسب مقال لـ «برونو مايس»، فإن توبيخ أرمين لاشيت، أحد أبرز المرشحين للفوز بمنصب مستشار ألمانيا المقبل، لجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لإقناع الأوروبيين بالتشدد في التعامل مع الصين، يمثل أحدث مثال في سلسلة من الخلافات المهذبة بين ركيزتي التحالف عبر الأطلنطي حول كيفية التعامل مع القوة العظمى الآسيوية الصاعدة.
وأشار إلى أن لاشين رد على مثل هذه الجهود بقوله: هل نحتاج إلى خصم جديد؟
وبحسب الكاتب، فإن ما يتم تجاهله في واشنطن هو أن الأوروبيين غير مترددين في الانضمام إلى جهود بايدن، ولكنهم بالأساس لا يريدون مواجهة الصين، حيث إنهم غير راضين عن الفكرة لأن لديهم خطة خاصة بهم، وحتى الآن الخطة تعمل.
ومضى يقول: تم وضع الخطة لأول مرة منذ أكثر من عامين بقليل، في وقت أدارت فيه أمريكا ترامب ظهرها لشركائها الأوروبيين.
وأردف: في 2019 كان المجلس الأوروبي منح المفوضية الأوروبية وخدمة العمل الخارجي الأوروبي تفويضًا للتوصل إلى إستراتيجية جديدة للصين. واستفادت المؤسستان منه بالكامل، وصاغتا وثيقة جريئة.
وتابع: بعد شهر واحد، أصدر الاتحاد الأوروبي إنذارا نهائيا إلى بكين، دعاها فيه إلى إنهاء المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار بين الصين وأوروبا، المعروفة باسم CAI، بحلول نهاية عام 2020. وأشار إلى أن تلك المفاوضات كانت متأخرة لمدة 5 سنوات، وكانت بروكسل تريد نتائج.
المنافس المنهجي
وأردف: حتى يومنا هذا، لا يزال المنطق وراء هذه التحركات غير مفهوم جيدا. لكن بحسب شخص شارك من كثب في مداولات 2019، فإن استخدام عبارة «المنافس المنهجي» كان المقصود منها الإشارة إلى شيء مختلف تماما عن الصيغة المستخدمة في واشنطن التي تصف الصين بـ «المنافس الإستراتيجي».
وأضاف: مع فكرة التنافس، كان الاتحاد الأوروبي يأمل في فصل الخلافات السياسية والروابط الاقتصادية. لكن في التنافس الإستراتيجي، فإن الصراع هو الذي يتصدر. في التنافس المنهجي، يقتصر الصراع على المجال السياسي. من التقاليد السياسية للاتحاد الأوروبي الاعتقاد بأنه يمكن عزل السياسة والاقتصاد عن بعضهما بعضا. حتى داخل الكتلة، لا يُسمح للخلافات السياسية مع بولندا والمجر بالتدخل في السوق الموحدة.
ونبّه الكاتب إلى أن تنفيذ نفس الحيلة مع الصين أكثر صعوبة بكثير، لكن المفوضية كانت منشغلة في وضع الخطة موضع التنفيذ. وعلى مدى العامين الماضيين، وافقت على وابل من اللوائح الجديدة التي تحد من قدرة الدولة الصينية على التدخل في إطار الروابط الاقتصادية بين الكتلتين، وكانت تشمل أدوات لفحص الاستثمار والدفاع التجاري، وحزمة ضد الإعانات الحكومية، وأداة المشتريات العامة.
صفقة تنازلات
ومضى يقول: في الوقت نفسه، تحركت بروكسل بدفعة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي جددت الإنذار النهائي في يونيو 2020 قدما في المفاوضات بشأن CAI، التي اتفق عليها الطرفان أخيرا في ديسمبر. ووصف مسؤول كبير في المفوضية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، موافقة الصين على الاتفاقية بأنها «هدية من بكين».
وبحسب الكاتب، تضمنت الصفقة تنازلات كبيرة من بكين، بما في ذلك مستوى أكبر من الوصول إلى الأسواق وضوابط على الشركات المملوكة للدولة، وشفافية الإعانات والقواعد التي تحظر النقل القسري للتكنولوجيا.
ونقل عن المسؤول، قوله: «من خلال منحنا هدية كبيرة، كانوا يأملون في منع جبهة موحدة مع إدارة بايدن».
وتابع الكاتب: ما أدهش الصين هو أن الاتحاد الأوروبي لم ينظر إلى CAI على أنه اتفاق سياسي. بعد أن أجبرت بكين على التنازل عن النقاط الرئيسة، لم تتردد الكتلة في تجاوز الخطوط الحمراء الأكثر وضوحا في الصين. في 22 مارس، انضم الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة في فرض عقوبات تستهدف المسؤولين الصينيين الذين يُعتقد أنهم متورطون في انتهاكات حقوق الإنسان في مقاطعة شينجيانغ.
خروج عن التوازن
وأشار إلى أن هذه الخطوة أدت إلى خروج بكين عن التوازن، كما يتضح من رد فعلها.
وأضاف: يعتقد الكثيرون في بروكسل أن الصين ستكون قلقة للغاية بشأن الحفاظ على الاتفاقية بحيث لا يمكنها الرد أو ستفعل ذلك ضمن حدود صارمة. وبدلا من ذلك، ردت وزارة الخارجية الصينية بوحشية عمياء.
وأردف: طُلب من السفارات الصينية في أوروبا مسبقًا تشكيل قائمة بغير المرغوب فيهم، والتي تضم أعضاء في البرلمان الأوروبي ينتمون إلى كل مجموعة سياسية تقريبًا. يبدو أن هذه القائمة قد تمت الموافقة عليها من قبل القيادة العليا في الحزب الشيوعي الصيني مع القليل من التدقيق أو بدون تدقيق، مع القليل من الاهتمام بمصير الاتفاقية.
ولفت إلى أن رد الفعل هذا يكشف الكثير عن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين، وحقيقة أن بكين شعرت بأنه قد تم تجاوزها.
واضاف: فيما أخبرني مسؤول ثانٍ في المفوضية أن القيادة العليا في بكين لم تكن حكيمة، لم يعرب أي من المسؤولين الصينيين الذين تحدثت إليهم عن أي شك في أن القيادة الصينية قررت، في 22 مارس، قتل اتفاقية الاستثمار مع الاتحاد الأوروبي.
وتساءل إذا كان شي جين بينغ كافح بشدة لتجاوز الاتفاقية، فلماذا غيّر رأيه؟
السياسة والاقتصاد
وأردف: مثل الماركسيين الجيدين، لا يؤمن المسؤولون الصينيون بالفصل بين السياسة والاقتصاد. لكن قرار بروكسل بفرض عقوبات على 4 مسؤولين سياسيين أظهر أن «التنافس المنهجي» لا يزال ساريا وعمليا.
وأضاف: وفقا للتنافس المنهجي يمكن للاتحاد الأوروبي معاقبة الصين في أي وقت وفقًا لاحتياجاته الخاصة، وتشير التقديرات إلى أن الصين قد تقبل مثل هذه العقوبة.