DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل باكستان

الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل باكستان
الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل باكستان
صاروخ شاهين 3 خلال عرض عسكري في إسلام أباد (رويترز)
الولايات المتحدة لا يمكنها تجاهل باكستان
صاروخ شاهين 3 خلال عرض عسكري في إسلام أباد (رويترز)
تتسم العلاقات بين الهند وباكستان بالتعقيد والحساسية المفرطة، ومن ثم تحتاج مختلف الدول، خاصة الكبرى، إلى قدر كبير من الحكمة والكياسة في التعامل معهما.
ومن الملاحظ أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ركزت في أسلوب تعاملها في جنوب آسيا أساسا على الارتقاء بمستوى العلاقات بين الولايات المتحدة والهند. فعلى سبيل المثال، أرسلت الإدارة وزير الدفاع لويد أوستن للقاء القادة الهنود في نيودلهي.
وحتى عندما سعت إدارة بايدن إلى تطوير علاقاتها مع الهند، تجاهلت إلى حد كبير الدولة الكبيرة الأخرى المسلحة نوويا في جنوب آسيا: باكستان. وتجاهل وزير الدفاع لويد أوستن باكستان في زيارته الأخيرة للمنطقة، كما فعل جون كيري المبعوث الأمريكي للمناخ
ولم يتحدث الرئيس جو بايدن حتى مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. في حين التقى بمستشاري الأمن القومي الباكستاني والأمريكي مؤيد يوسف وجاك سوليفان في جنيف.
وقال بول كابور الأستاذ في قسم شؤون الأمن القومي بكلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية في تقرير له نشرته وكالة بلومبرج للأنباء: إنه من المنطقي أن تعطي إدارة بايدن أولوية للعلاقات مع الهند على علاقتها مع باكستان، ورغم الشراكة الظاهرية بين الولايات المتحدة وباكستان على مدى السنوات العشرين الماضية في الحرب العالمية على الإرهاب، تراجعت العلاقات بين البلدين بشكل كبير خلال تلك الحرب.
واتبعت باكستان في الغالب أسلوبا يتعارض مع أغراض الولايات المتحدة، اتسم بمساندة طالبان والجماعات ذات الصلة، وتقويض جهود التحالف لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. ومن جهة أخرى، أقامت الولايات المتحدة والهند شراكة وثيقة، حيث أصبحت الهند محور جهود الولايات المتحدة لموازنة قوة الصين المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ورغم ذلك، لا تزال باكستان قوة إقليمية يحسب لها حساب، حيث تمتلك قدرة كبيرة فيما يتعلق بالأسلحة النووية، وهي تخوض منافسة أمنية منذ فترة طويلة مع الهند، كما تتمتع بعلاقة وثيقة مع الصين، ولها نفوذ كبير في أفغانستان. ويقلص عدم التواصل مع باكستان قدرة الولايات المتحدة على فهم موقف باكستان، وإمكانية التأثير في تصرفاتها، في هذه المجالات المهمة.
ويرى كابور، الذي يعمل أيضا ضمن فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية، أنه لذلك، لا يتعين على إدارة بايدن الاستمرار في تجاهل باكستان، ولكن يجب عليها في إطار جهودها لتحقيق توازن أفضل، ألا تفرط في تصحيح نهجها، وألا تذهب بعيدا في مسار تعاون الولايات المتحدة مع باكستان.
ويدعم العديد من الأصوات المؤثرة مثل هذا النهج، فعلى سبيل المثال، يدفع كبار المحللين بقولهم إنه يتعين على الولايات المتحدة الاستفادة من وجود قيادة جديدة في واشنطن، والانسحاب الأمريكي الوشيك من أفغانستان، وحاجة باكستان المتزايدة إلى الاستثمار الأجنبي، ليس فقط للتواصل مع باكستان، ولكن لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية - الباكستانية.
وانطلاقا من وجهة النظر هذه، يجب على إدارة بايدن أن تعمل من كثب مع الحكومة الباكستانية لتعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات عديدة، بما في ذلك بناء منشآت تصنيع في باكستان وتحويل البلاد إلى مركز لإعادة تصدير البضائع الأمريكية إلى الصين.
وفي الاجتماع الذي عقد في جنيف، تردد أن يوسف قدم لسوليفان مخططًا لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان على أساس تعاون تجاري واقتصادي على نطاق واسع بين البلدين.