[email protected]
عن أبي ذر "رضي الله عنه" قال: قال رسول الله "عليه أفضل الصلوات والتسليمات": «تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة...»، وقد عُرف عنه وهو سيد الخلق بالضحكة والبسمة، ولن يخسر الإنسان شيئًا إذا ابتسم، ويخسر إن تجهّم و«كشَّر»، حيث ينتابه القلق والكآبة والعديد من الأزمات والأمراض، كما يؤكد على ذلك علماء الاجتماع والنفس، وما رأيت صاحبنا الشاعر حسن السبع - طيّب الله ذِكره - عابسًا أو متجهّمًا طيلة زمالتي له داخل مطبوعة «اليوم» أو خارجها، وإزاء ذلك، جاء الإهداء في مصنفه الرائع ركلات ترجيح «إلى السادة المكشرين.. ابتسموا.. فإنكم لن تخسروا إلا تجاعيدكم»، وعندما عُدتُ إلى مراجعة كُتبي القديمة قبل أيام، عثرتُ على هذا المصنف القيّم الذي يضم مجموعة من الأشعار التي لابد أن تنتاب مَن يتصفحها موجة من الضحك أو البسمة أو كليهما معًا.
لفت نظري في هذه المجموعة القصيدة «النونية» التي أنشأها السبع ردًا على رباعية الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، والتي أُلقيت في حفل زواج الإعلامي الشهير محمد رضا نصر الله، حيث نعى في هذه الرباعية الجيمية الحرية التي طلقها نصر الله بدخوله، بمحض اختياره وإرادته، «القفص الذهبي»، وتعجب غازي من هذا الدخول وهو عدو الزواج، فبعد أن كان طليقًا أصبح «وراء السياج»، وهمس في أذنه بأن يتجلد «ولا يرتعش كالنعاج»، فقد ودَّع الرجل حياة «العزوبية»، كما «ودَّع الديك عهد الدجاج»، ولا يملك مَن يقرأ «نونية» السبع ردًا على الدكتور غازي إلا الدخول في موجاتٍ من الضحك والقهقهة والاستسلام لبسماتٍ لابد أن تظهر على محيَّاه رغم أنفه، وهذا ما حدث للعبد الفقير إلى ربه، كاتب هذه السطور وهو يقرأ تضاعيف ما جاء في تلك «النونية» الرائعة.
[email protected]
[email protected]