وأضاف وزير الخارجية: «على الرغم من هذه الإنجازات يجب ألا نغفل عن أن تهديد هذا التنظيم لا يزال قائما، مما يستدعي من الجميع مواصلة الجهود والتنسيق لمحاصرة انتشاره والقضاء عليه تماما».
وأضاف سموه: «لا تزال المملكة مستمرة على موقفها الثابت تجاه دعم جهود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وينطلق هذا الموقف من حرص المملكة على استقرار العراق وبسط نفوذه وسيادته على كامل أراضيه»، مشيدا بالجهود التي يقوم بها العراق وتنسيقه المستمر مع التحالف الدولي للقضاء على التنظيم.
خطر التنظيم
وجدد سمو وزير الخارجية تأكيد المملكة على ضرورة توحيد الجهود وتبادل المعلومات والتنسيق الفعال حيال الأخبار المقلقة التي ترد من القارة الأفريقية، وبالتحديد منطقة الساحل الأفريقي، حيال انتشار تنظيم داعش الإرهابي في تلك المناطق، لما يمثله هذا التنظيم وبقية التنظيمات الإرهابية من تهديدات للسلم والأمن الدوليين. وقال سموه: «نؤكد أهمية التعاون ووضع آلية تحرك مع الشركاء في القارة الأفريقية والشركاء الدوليين، مع الاحترام الكامل لقواعد القانون الدولي، لمكافحة تنظيم داعش ومنع انتشاره في تلك المناطق»، معبرا سموه عن الترحيب بحضور عدد من وفود الدول الأفريقية بصفة مراقب في هذا الاجتماع.
تنسيق مشترك
وكان سمو الأمير فيصل بن فرحان شارك في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، وذلك على هامش الاجتماع وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأزمة السورية والجهود السياسية المبذولة حيالها، وتعزيز التنسيق المشترك بين المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
تزايد المخاوف
وعقد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش اجتماعا، أمس الاثنين، في العاصمة الإيطالية روما، وسط تزايد المخاوف من أنشطة التنظيم الإرهابي في أفريقيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي استضاف الاجتماع مع نظيره الإيطالي، إن الدول الأعضاء بالتحالف حققت نجاحا كبيرا، إلا أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به.
ولفت إلى أن التنظيم لا يزال قادرا على شن هجمات كبيرة في العراق وسورية، على الرغم من الضربات القاصمة التي وجهها التحالف له في هذين البلدين في السنوات الأخيرة.
وحذر من أن التنظيم يشكل تهديدا متزايدا لمناطق خارج الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان واليمن وشمال سيناء بمصر ومناطق في غرب أفريقيا.
وتطرق بلينكن أيضا إلى موضوع مقاتلي داعش الأجانب الذين لا يزالون محتجزين لدى قوات سورية معارضة، ولفت إلى الحاجة إلى إعادتهم إلى دولهم حتى يمثلوا أمام القضاء.
وتعهد بلينكن بتقديم 436 مليون دولار إضافي كمساعدات إنسانية أمريكية في المنطقة. وقال إن المساعدات الأمريكية المرتبطة بالحرب السورية ترتفع بذلك إلى 13.5 مليار دولار.
قلق في أفريقيا
وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إنه يتعين على العالم ألا يتخلى عن حذره من تنظيم داعش الذي لا يزال مبعث قلق في أفريقيا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في روما قال «بدعم من الولايات المتحدة وكثير من الشركاء الآخرين» اقترح تشكيل مجموعة عمل دولية «للتحقق من التهديد الإرهابي المتصل بالدولة الإسلامية في القارة (الأفريقية) والقضاء عليه».
من جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل المحادثات: «في العراق وسورية، تم صد داعش ولكنه لم يُهزم؛ بل إنه يكتسب نفوذا في مناطق أخرى». وتنشر ألمانيا نحو 250 عسكريا في العراق، يعملون ضمن عمليات التحالف.
تنفيذ عمليات
وسيطر مقاتلو التنظيم في صيف عام 2014 على مناطق واسعة في شمال العراق. وأعلنوا إقامة دولة للخلافة، والتي شملت أيضا الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية المجاورة.
وعلى إثر ذلك، تم تأسيس التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ولعب دورا حاسما في القضاء على الخلافة بحلول مارس من عام 2019.
ورغم فقدان الأراضي التي كانت تحت سيطرته، فإن التنظيم لا يزال قادرا على تنفيذ عمليات في سورية والعراق.