وتابع: قال الرئيس بايدن للصحفيين هذا الأسبوع «إن الحلفاء الأفغان الذين شاركوا مع القوات الأمريكية في أفغانستان كمترجمين أو سائقين أو في أدوار أخرى سيتم نقلهم من أجل سلامتهم».
وأضاف: قد يعني ذلك إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، حيث يلوح في الأفق تهديد عودة طالبان.
ومضى يقول: خلال الأيام الفوضوية الأخيرة لحرب فيتنام، عندما أعلنت القوات الشيوعية لفيتنام الشمالية النصر، قامت الولايات المتحدة بإجلاء الآلاف من الفيتناميين الجنوبيين.
واستطرد: مؤخرا، منحت الولايات المتحدة عددا قليلا من التأشيرات للمترجمين الفوريين وغيرهم في العراق الذين ساعدوا الجيش الأمريكي هناك.
الاحتمال «القاتم»
وتابع الكاتب بالقول: لكن المدافعين عن أولئك الذين بقوا على الأرض انتقدوا هذه الجهود باعتبارها متثاقلة وغير كافية في مواجهة الحاجة الملحة، في مقاله بوكالة «بلومبرغ»، أشار الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس إلى مقتل حلفاء الولايات المتحدة في فيتنام وقال «إنه لا يريد أن يعيد هذا الاحتمال القاتم نفسه».
وأردف بقوله: قُتل ما لا يقل عن 1000 مترجم محلي عملوا مع القوات الأمريكية في أفغانستان أو العراق، حسب تقديرات مجموعات متطوعين، بينما كان العديد منهم ينتظرون التأشيرات.
ونوه إلى أن آلاف الأفغان والعراقيين مهددون بسبب مساعدة الأمريكيين، وهم الآن يأملون في أن يساعدهم بايدن على إعادة الاستقرار في الولايات المتحدة.
وتابع: سحبت إدارة نيكسون من جانب واحد القوات من فيتنام في 1973، وفي 30 أبريل 1975، توغلت القوات الفيتنامية الشمالية في سايغون، المعروفة الآن باسم مدينة «هوشي منه»، وشاهد الأمريكيون على شاشات التليفزيون طائرات هليكوبتر تقوم بإجلاء الأمريكيين من السفارة ونقلهم بعيدا إلى سفن البحرية، ولكن كانت تنتظر مهمة أكبر بكثير، وهي إجلاء شركاء أمريكا الفيتناميين الجنوبيين.
ومضى يقول: في المجموع، تم إجلاء نحو 7 آلاف شخص خلال عملية «الرياح المتكررة»، بما في ذلك كل من الأمريكيين والفيتناميين الجنوبيين، مما يجعلها أكبر عملية إجلاء بطائرة هليكوبتر في التاريخ.
طريق الخروج
وتابع: شق كثيرون آخرون طريقهم للخروج من البلاد، وفي 1975 وحده، جلبت الولايات المتحدة في النهاية أكثر من 100 ألف شخص إلى غوام لمعالجتهم قبل نقلهم، وأشار بعض المشرعين إلى أن غوام يمكن أن تلعب دورا مماثلا للذين تم إجلاؤهم من الأفغان.
لكن، وبحسب كاتب التقرير، كان هذا مجرد الجزء الأول، مما ستواصل لجنة الإنقاذ الدولية تسميته أكبر جهد لإعادة توطين اللاجئين في التاريخ الأمريكي، مع وصول موجات من اللاجئين الفيتناميين إلى الولايات المتحدة في السبعينيات والثمانينيات.
وأردف: على الرغم من الأعداد الكبيرة من الفيتناميين الجنوبيين الذين غادروا الأمة وسط سيطرة الشيوعيين، فقد تُرك كثيرون، وفي كثير من الأحيان، تم قتلهم أو إرسالهم إلى معسكرات إعادة التأهيل.
ونوه إلى أن الجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أخبر نواب الكونجرس مؤخرًا بأنه لا يريد «رؤية سايغون 1975 في أفغانستان».
ومضى التقرير يقول: قامت الولايات المتحدة بإجلاء حلفاء آخرين، وعلى الأخص من العراق.
وتابع: في أعقاب حرب الخليج عام 1991، قامت الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف بجهود إنسانية للدفاع عن الأكراد العراقيين الذين وقفوا إلى جانب القوات الأمريكية والدولية ضد الديكتاتور صدام حسين.
وأردف: مع تنفيذ «منطقة حظر طيران» على شمال العراق، تم إنشاء منطقة من البلاد تحت السيطرة الكردية، مما أدى في النهاية إلى إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وأضاف: لكن بعد تجدد التهديدات من قوات صدام في 1996، قام الجيش الأمريكي بإجلاء موظفيه الأكراد المحليين في العراق وأخبر الموظفين السابقين وأسرهم، وكذلك أعضاء أحزاب المعارضة المدعومة من وكالة المخابرات المركزية أو موظفي المنظمات غير الربحية الأمريكية، بأنه يمكنهم التقدم بطلب لنقلهم كلاجئين.
صعود «داعش»
وأشار الكاتب في تقريره، إلى أن ما يقرب من 7 آلاف وصلوا إلى الولايات المتحدة في غضون عام.
وتابع: غزت الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق عام 2003، وأسقطوا نظام صدام، وظلوا هناك حتى 2011، قبل أن ينسحبوا ويعودوا في غضون 3 سنوات بسبب صعود تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأضاف: على مر السنين، قُتل العديد من العراقيين الذين عملوا مع الأمريكيين، ويخشى البعض بشكل متزايد من احتمال استهدافهم من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.
وبحسب الكاتب، أدت الضربة الأمريكية التي قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في أوائل عام 2020 إلى تصعيد التهديد.
ونقل عن ستيف ميسكا، وهو عميد متقاعد بالجيش الأمريكي وعمل مع مترجمين عراقيين، قوله: لديك مجموعة كبيرة من الميليشيات الإيرانية التي تلاحق بنشاط الأشخاص ذوي الانتماءات الأمريكية في العراق.
وأردف التقرير: منذ 2008، أصبحت تأشيرة الهجرة الخاصة متاحة نظريا للعراقيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة، مما يوفر مسارا سريعا للهجرة، وتم إنشاء تأشيرة هجرة خاصة للأفغان في العام التالي.
وأضاف: مع ذلك، تراكم ما يقدر بنحو 70 ألف أفغاني ينتظرون تأشيرات خاصة تسمح لهم بإعادة التوطين في الولايات المتحدة في نهاية عام 2020، ويشمل هذا العدد أولئك الذين عملوا مع الجيش والحكومة الأمريكية وكذلك أسرهم المباشرة.
ولفت إلى أن الطابور في العراق أطول، حيث يوجد 100 ألف شخص في الانتظار، وحتى في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتكثيف إجلاء الحلفاء من أفغانستان، فإن برنامج العراق متوقف مؤقتًا وسط تحقيق في تزوير التأشيرات.