إن من أفضل الطرق، التي تصل بها المجتمعات إلى القمة في كل شيء هو العمل على كل المشاريع، التي تصل بنا في نهاية الطريق إلى حياة جيدة. والمتطلع إلى العديد من المشاريع، التي عملت عليها المملكة العربية السعودية للوصول إلى أعلى درجات جودة الحياة يجد أنها بدأت بأفكار وآمال تحقق الكثير منها وفق رؤية 2030 بتوفيق من الله، ثم بالإرادة القوية والهمة العالية لأصحابها والعمل الجماعي، الذي يؤمنون به.
ولم أجد من أروع الكلمات، التي تحولت إلى شعر بعد ذلك مثل مقولة سمو ولي عهد خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال جلسة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018، التي امتدح الأمير محمد بن سلمان خلالها السعوديين، قائلا: «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض». تلك المقولة التي إذا تأملنا فيها سوف نجد أنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني، التي تجسد قوة العلاقة بين القيادة والشعب من جانب، وحجم ثقة وتقدير القيادة لهمم وقدرات الشعب في النهوض بالوطن وتحقيق رؤية 2030. وهذا الشعار بحق يعتبر مقياسا حقيقيا لحضارة الأمم، التي تريد أن تصل إلى جودة الحياة، وذلك لأن الشعار في حد ذاته شعار تفاعلي لكيفية التعامل مع معطيات العصر في ظل الثورة المعلوماتية والتقنية، التي لها انعكاستها الواضحة في كل ميدان الحياة. ويعتبر أيضا من أفضل الشعارات كافة، التي ترسخ في النفوس استصحاب الهمة حتى الوصول إلى القمة، فالهمة هي طاقة داخلية تدفع للحركة والعمل، وعلى قدر الهمة ترتفع الطاقة، فتزيد الحركة ويزيد العمل. ومن هنا حرصت قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -أيدها الله- على ترسيخ هذا الشعار باعتباره ترجمة حقيقية تعمل وبشكل مباشر على صنع حضارة وتنمية شاملة ومستدامة للمملكة إذا أردنا أن نصل إلى جودة الحياة في كل المجالات. وتبني شعار همة حتى القمة والإيمان به والعمل من أجله قادر على صنع جيل من الشباب محفز ومسلح بالإيمان والمقدرة العلمية لمواجهة التغيرات ومستوعب لمعطيات العصر، وقادر على التعامل معه بروح التميز. وقد يظن البعض أن شعار همة حتى القمة موجه فقط إلى الحكومة وحدها لتعمل عليه ولكن في حقيقة الأمر إن هذا الخطاب غير مخصص، بل هو شعار عام لمَنْ أراد أن يصل إلى القمة والحصول على أفضل النتائج المرجوة. وحتى نصل إلى تحقيق شعار «همة حتى القمة» يجب علينا كافة، سواء كنا شركات عامة أو خاصة، وحتى المواطنين والمقيمين على أرض المملكة العمل والعمل ثم العمل فلا سبيل لجودة حياة ولا سعادة مواطن إلا بالعمل.
خلاصة القول لا شك أن من أفضل المعطيات، التي تعمل على تحفيز الجميع للعمل، التي يجب مراعاتها حتى ترتفع الهمم وتصبح كالجبال الرواسي العمل على (تطوير الذات، والعلم)، فلا شك أن التطوير والعلم من أهم العناصر الفاعلة، التي ترفع الهمة وتورث صاحبها مراتب عالية تصل به إلى بلوغ المقاصد وتحقيق الأماني.
* أستاذ جودة التعليم الطبي والرعاية
الصحية المشارك
بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwaiti