n في المساء بدأت الصورة تتضح لشخصي، قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي نكتة تقول: الغمد أطلقوا 20 وعلا جبليا، والزهارين بدورهم أطلقوا 20 ذئبا لافتراسها، كالعادة نكتة يتم نسجها مع كل موقف لا يكون للطرف الآخر نصيب فيه.
n مع انكشاف الموقف وجدت أن اختيار موقع إطلاق هذه الوعول الجبلية يحمل الكثير من التساؤلات. هل كان البريق الإعلامي الهدف الرئيس؟ كنتيجة هل تم التضحية بهذه الوعول كجزء من برنامج السياحة الصيفية في منطقة الباحة؟ أين حق الحياة لهذه الوعول؟ هل كان الارتجال وقصر النظر مرافقا لإطلاقها صيفا؟ هل كان قرار إطلاقها في هذا الموقع صائبا؟ هل يعرف صاحب القرار شيئا عن بيئة منطقة الباحة، خاصة بيئة محافظة بالجرشي؟ هل الوعول تاريخيا وجغرافيا من أنعام بيئة هذا الموقع؟ ألم تتغير البيئة وتتكدس بالعمران؟
n ما المعايير العلمية لإطلاق هذه الوعول في هذا المكان بالذات؟ بداية توقعت أن الوعول ستعيش داخل حدود المتنزه الصغير، وأنها محمية بسياج لا يسمح بخروجها. ثم تكشفت لي الحقائق لاحقا.
n هذه الوعول البريئة تعرضت لظلم تسريحها من أقفاصها في الوقت والمكان الخطأ. تصرف حجب (حق الحياة) لهذه الكائنات البريئة. كيف تأكد لهم أنها ستعيش بسلام في هذا المكان من هذه المحافظة؟ لماذا تجاهلوا أودية وجبال منطقة سد الجانبين، البعيدة عن التجمعات السكانية؟ حيث البيئة الجبلية بأوديتها الشهيرة تعد مكانا تاريخيا للرعي، فهي مناطق رعي تاريخية طوال العام. وذلك لوجود المياه والكلأ في أودية هذه الجبال عبر التاريخ دون انقطاع وحتى اليوم.
n لم أجد أي تفسير منطقي لصالح إطلاق هذه الوعول في متنزه صغير بين القرى والمناطق السكنية. أي ارتجال في القرار؟ أي ارتجال في اختيار المكان؟ أي ارتجال في تجاهل مستقبل حياة هذه الوعول في منطقة سكنية خالية من المياه السطحية تماما؟
n استنتجت كغيري أنهم زجوا بهذه الكائنات في عالم المجهول ظلما وتعسفا. هل تم التركيز على (البهرجة) الإعلامية على حساب حسن احتيار موقع إطلاق هذه الوعول في الأماكن التي تضمن نجاح فكرة إطلاقها في منطقة الباحة؟
n أكتب هذا دفاعا عن حق حياة هذه الوعول. هل تعي الحياة الفطرية معنى (حق الحياة) لهذه الوعول وغيرها؟ أين المسئول الواعي المختص؟ أين حكمة الحياة الفطرية بكل علمائها وإمكانياتها وخبرتها؟ نعم نجحتم في إخراجها من أقفاصها، وفشلتم في اختيار المكان، وعرضتم حياة هذه الوعول للموت صيدا، ودهسا، ومطاردة، وإجهادا، وخوفا، وسط الأحياء السكنية والطرق الرئيسية. حتى الأهالي تفاجأوا بهذه الوعول تجري تائهة في الشوارع بين بيوتهم.
n إذا كان هدف المنظمين تقديم هذه الوعول ضحية لإنجاح البرنامج السياحي الصيفي في منطقة الباحة فقد تجاهلوا حق حياة هذه الوعول، وهذه جريمة بيئية بحاجة إلى عقاب رادع. أين (حق الحياة) لهذه الكائنات في قاموس الحياة الفطرية ومسئوليها؟
n وبعد.. هل تحتاج الحياة الفطرية إلى حماية من سوء قراراتها قبل حمايتها للحياة الفطرية؟ أكتفي بتذكيرهم بشعار: (حق الحياة). إنه محور نشاطهم المستدام. هل يدركون هذا ويفعلونه؟
twitter@DrAlghamdiMH