ـ في كل دورة تكون هناك تطورات مبنية على ما تحقق في سابقاتها، خاصة من حيث تجويد منتج البرامج الرئيسية للمهرجان، مثل رفع مستوى اختيار الأفلام المشاركة، ونوعية الورش التي تمس أهم الاحتياجات الراهنة لصناع الأفلام، ونوعية الكتب، وموضوع الندوات، ومعمل تطوير السيناريو، لكن العلامة الفارقة لهذه الدورة تتمثل في محورها وثيمتها «سينما الصحراء» وما يتعلق بها من سمات بصرية على المهرجان، وما اختص به من كتاب رئيس بعنوان «عين الصقر» تأملات في سينما الصحراء، ودليل مواقع الصحاري السعودية، وكذلك برنامج مخيال الصحراء، وهو عبارة عن أهم تجارب تسلط الضوء على تفاصيل الصحراء السعودية. من جهة أخرى، هناك سوق الإنتاج الذي يجمع ويربط بين أهم مشاريع الأفلام القابلة للإنتاج مع أهم شركات الإنتاج من مختلف الأنحاء، أيضًا نعمل على ترسيخ تجربة رائدة، وهي الشراكة الأصيلة والممتدة لدورات عدة، بين المهرجان ومركز «إثراء»، والإضافة النوعية لدعم هيئة الأفلام بوزارة الثقافة المستمر منذ الدورة السادسة.
* ما سبب اختيار «الصحراء» محورًا لهذه الدورة؟
ـ الصحراء هي أحد المكونات الأصيلة في الجماليات البصرية، ومن السرديات الثقافية التي يمكن أن تكون علامة مميزة لصانع الفيلم السعودي، ويحاول المهرجان أن ينبّه ويشير إلى هذه المكامن المخبوءة، التي لم يُلتفت إليها كما تستحق، وكما جاء في الأثر «شدة القرب حجاب»، لذا يسعى المهرجان إلى إماطة هذا الحجاب عن جماليات الصحراء في عيون السينمائيين.
* ماذا تضيف الهيكلة الجديدة لمسابقة وجوائز المهرجان؟
ـ البرمجة في هذه الدورة توحِّد مسابقات الأفلام في واحدة كبرى، وترفع من أهميتها بلجنة تحكيم من نخبة سينمائية دولية وعربية وسعودية، كما أن هذه الدورة تمزج بين الفنون، التي تصب في مخرجات السينما، مثل الأدباء، والمصورين، والمختصين بالقانون، والمنتجين، والموزعين، وحقوق الملكية الفكرية؛ ما يمنحها اتساعًا في أهدافها.
* حدّثنا عن معمل تطوير السيناريو..؟
ـ المعمل تقوم عليه المخرجة والكاتبة هالة خليل من مصر، التي تتولى تطوير 3 أفلام طويلة، إلى جانب المخرجة والكاتبة هناء العمير من المملكة، وهي تتولى تطوير 3 أفلام قصيرة، وهذه السيناريوهات غير المنفذة تم اختيارها من قِبَل لجنة تحكيم السيناريو المكونة من الكتَّاب سعد الدوسري رئيسًا، ود. محمد البشير ورجا ساير المطيري عضوين، ونتمنى أن تتطور هذه النصوص إلى مشاريع قابلة وجاهزة للتنفيذ والإنتاج.
* كيف وجدتم الأعمال المشاركة في هذه الدورة؟
ـ من متابعتي للأفلام السعودية أؤكد أنها تحقق قفزات نوعية من دورة إلى أخرى، وهو أساس طموحنا في تطوير أدوات المهرجان لتواكب هذا التطور، وأفلام هذه الدورة تمتلك النضج الكافي للمنافسة، والمشاركة عالميًا.
* نلاحظ في هذه الدورة حضورًا مبهجًا للخبرات المحلية ضمن لجان التحكيم.. فما سر ذلك؟
ـ المهرجان يضع دائمًا المبدعين السعوديين ضمن الخبرات العربية والدولية، وهو تقليد نقصده لتبادل الخبرات وعقد العلاقات بينهم، ما يعود بالفائدة الكبرى على تطوير خبرات السينمائي السعودي الإدارية، إلى جانب الخبرات الفنية.
* هل سيتم بث العروض والمهرجان افتراضيًا؟
ـ بالتأكيد، فقد تعلمنا من تجربة الدورة الماضية، التي كانت في ذروة الوباء الذي اجتاح العالم، وفرض الاحترازات للتباعد الكلي، وأطلقنا تجربة فريدة من نوعها وهي البث افتراضيًا للمهرجان طوال 24 ساعة لمدة ستة أيام دون انقطاع، وأنتجنا برامج خاصة لتلك الدورة، وحققت إحصائيات متابعة ومشاهدة تقدَّر بأكثر من 27 مليون مشاهدة من شتى أنحاء العالم، وما كسبناه نعود للتأكيد عليه باستمرار تجربة البث افتراضيًا على مدار الساعة لكامل الأيام السبعة، إلى جانب المهرجان الواقعي في مقر «إثراء».
* يصدر المهرجان كل عام ويترجم مجموعة من الكتب، فما الكتب التي سنراها في هذه الدورة؟
ـ يصدر المهرجان 6 كتب، منها اثنان عن الشخصيتين المكرَّمتين «مأمون حسن وبسام الذوادي»، إضافة إلى 4 كتب معرفية، وهي: «عين الصقر.. تأملات في سينما الصحراء ودليل مواقع الصحراء السعودية» لمجموعة من المؤلفين، وكتاب «سينمات عربية» لمحمد رضا، وهو كتاب نقدي سنوي للأفلام العربية، وكتاب «لغز الواقع.. عنف الميديا في سينما مايكل هانيكه لأمين صالح»، وكتاب «عين الآلة» لحسن الحجيلي، الذي يطرح استنطاقات هادئة حول النسوية ورقمنة الإنسان والشاشات من منظور السينما.
أعمال تكشف الحجاب عن جماليات الصحراء في عيون السينمائيين
«تطوير السيناريو» يحول النصوص إلى مشاريع قابلة للتنفيذ والإنتاج