وتابع يقول: يُنظر إلى الانتخابات المبكرة، التي دعا إليها رئيس الوزراء نيكول باشينيان، على أنها استفتاء على نتائج حرب ناغورنو كاراباخ لعام 2020.
وأضاف: تم تفسير الصراع على نطاق واسع على أنه هزيمة لأرمينيا، مما أثار احتجاجات حاشدة على تعامل إدارة باشينيان مع المجهود الحربي ومفاوضات السلام اللاحقة.
وأردف: وصف باشينيان اتفاقية الهدنة في 9 نوفمبر، التي تضمنت عمليات نقل كبيرة للأراضي من جمهورية أرتساخ الانفصالية المدعومة من الأرمن إلى أذربيجان، بأنها «ضرورة مؤلمة».
ومضى يقول: اتضح من نتائج الانتخابات أن جزءًا كبيرًا من السكان الأرمن قبلوا تقييم باشينيان، لكن الصورة الكاملة أكثر تعقيدًا.
واستطرد بقوله: على الرغم من موجات التظاهرات الشعبية العديدة التي قام بها أنصار رئيس الوزراء ومعارضوه في الأشهر التي سبقت الانتخابات، فإن نسبة التصويت لم تتجاوز 49 %، وهذا ليس تفويضًا لا لبس فيه كما أراد باشينيان، خاصة في وقت الاستقطاب المعوق في السياسة الأرمنية.
نتائج الانتخابات
ولفت إلى أن «تحالف أرمينيا» المعارض، الذي أسسه وقاده الرئيس الأسبق لأرمينيا روبرت كوتشاريان، لم يعترف بالهزيمة بشكل كامل، ووعد بدلاً من ذلك بنشر أدلة على سوء السلوك الانتخابي على نطاق واسع، لكن المراقبين من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قبلوا جميعًا نتائج الانتخابات، التي وضعت حزب العقد المدني عند 53.96 % مقابل 21.06 % لتحالف أرمينيا.
ومضى يقول: على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون استفتاء على باشينيان ونتائج حرب ناغورنو كاراباخ، أصبحت الانتخابات إلى حد ما استفتاء على خصمه.
وأردف: اتُهم كوتشاريان على نطاق واسع بالفساد طوال فترة رئاسته من عام 1998 إلى 2008، ويضيف: في 2018، تم اتهامه بتورطه المزعوم في حملة انتخابات 2008 التي أدت إلى مئات الإصابات ووفاة 8 متظاهرين على يد الشرطة، أطلق سراحه بكفالة وشرع في إعادة إطلاق مسيرته السياسية كصوت معارض بارز ضد حكومة باشينيان، أسقطت المحكمة الدستورية الأرمينية التهم الموجهة إليه في مارس 2021، لكن كوتشاريان لا يزال مرتبطًا في الخطاب السياسي الأرمني بنوع من أسلوب الحكم القاسي «الإجرامي الأوليغارشكي» الذي يفضل الكثيرون في البلاد التخلي عنه، كان هذا الإرث السياسي لكوتشاريان على الأرجح عاملاً مساهماً في انتصار باشينيان.
وأضاف: ثم هناك تداعيات السياسة الخارجية لانتصار باشينيان، يلوح كوتشاريان، وهو صديق قديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بكل أوراق اعتماد سياسي مؤيد لروسيا على الدوام.
اندماج أعمق
وتابع: في وقت سابق من هذا العام، دعا كوتشاريان إلى اندماج حديث متكامل أعمق مع روسيا، في تناقض صارخ، اتهم المعلقون والسياسيون في موسكو باشينيان بشكل روتيني بإيوائه آراء معادية لروسيا.
وأشار إلى وجود مجموعة كبيرة من المعلقين الذين لا يزالون غير قادرين على مسامحة باشينيان لتوليه السلطة عبر ثورة ملونة 2018 ضد سيرج سركسيان حكومة حليف كوتشاريان.
ونوه بأن باشينيان أحد قادة «تحالف مخرج الطريق»، وهو فصيل ليبرالي فضل التكامل الأوروبي على حساب العلاقات الأعمق مع روسيا.
وتابع: تم اتهامه بدعم حكومته بمسؤولين موالين للغرب كجزء من خطة طويلة الأجل لتحويل أرمينيا إلى بؤرة مناهضة لروسيا في القوقاز، إلى حد أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ذهب إلى حد اتهام باشينيان بأنه نتاج المستثمر الملياردير جورج سوروس.
ومضى يقول: لكن، على الرغم من الاتهامات التحريضية الموجهة ضده، لم يتخذ باشينيان حتى الآن حتى خطوة واحدة ذات مغزى في السياسة الخارجية ضد روسيا، منذ يومه الأول في منصبه، سعى باشينيان إلى طمأنة الكرملين بأنه لا يتطلع إلى تغيير المسار الموالي لروسيا بشكل أساسي الذي اتبعه كوتشاريان وسركسيان، كما لم يفعل باشينيان شيئًا لتقليل الوجود العسكري الكبير لروسيا في أرمينيا فحسب، بل أشارت حكومته إلى انفتاحها على توسيع القاعدة العسكرية الروسية في منطقة غيومري بغرب أرمينيا.
واستطرد: حتى أن باشينيان ذهب إلى حد إرسال وحدة عسكرية صغيرة في 2018 لدعم المهمة العسكرية الروسية المستمرة في سوريا، كما تواصل روسيا تقديم 90 % من المعدات العسكرية لأرمينيا.
الشريك الرئيسي
كما أكد باشينيان في وقت سابق من هذا الشهر أن روسيا هي الشريك الرئيسي لأرمينيا في المسائل الأمنية، وأنه لا يوجد بديل لاستمرار عضوية أرمينيا في التحالف العسكري الذي تقوده روسيا والمعروف باسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وتابع يقول: على الرغم من الازدراء الواسع النطاق لباشينيان بين النخب الروسية، لم يفعل الكرملين شيئًا للتأثير في انتخابات أرمينيا، على الأقل لصالح روبرت كوتشاريان.
وأوضح أن الكرملين على ما يبدو خلص إلى أن فوز كوتشاريان يمكن أن يولد مشاكل أكثر مما يحلها.
ونبه إلى أن وعد كوتشاريان بالاستفادة من علاقاته مع بوتين لتعديل عملية السلام في ناغورنو كاراباخ لصالح أرمينيا يمثل عبئًا كبيرًا على موسكو، التي لا ترغب في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية الهدنة الهشة التي تم توقيعها في أواخر 2020.
وأوضح أنه وفقا لهذه الرؤية، يبدو باشينيان، وهو أحد الموقعين الأصليين الثلاثة، جنبًا إلى جنب مع علييف وبوتين، رهانًا أكثر أمانًا.
ومضى يقول: بعيدا عن فكرة أنه عميل لسوروس وحلف الأطلنطي التي يرددها منتقدوه الأرمن والروس والأذربيجانيون، أثبت باشينيان نفسه كشريك موثوق به لموسكو.
ونقل عن ريتشارد جيراغوسيان، رئيس مركز الدراسات الإقليمية في يريفان، قوله: ما زلت أرى الحكومة الروسية تفضل رؤية حكومة باشينيان في السلطة، من نواحٍ عديدة، أصبح باشينيان انتصارا لبوتين باعتباره زعيما شرعيا منتخبا ديمقراطيًا يخضع لسيطرة روسيا، على عكس رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو.