في الطريق إلى القمر

اقترب ممن يحبونك.. السعادة تجدها عندهم.. إنني لا أؤمن بالحب من طرف واحد؛ فهو يقف عند الإعجاب والرغبة، ولا يضمن الاستدامة.. والاستدامة تجدها عند البسطاء، الذين يحترمون الجميع، ولا يتكبرون على أحد، ولا يذلون لأحد.
امنح الذين تحبهم ويحبونك أكثر مما يتوقعون.. احسب مقدار السعادة التي ستجنيها، مقابل تلك التي ستخسرها بالبذل قبل أن تعود لوضع الاتزان.. اكتب معادلة السعادة، وحدد نصيبك منها.. القيم أنت مَنْ يضعها، والنتيجة أنت مَن يصنعها.
الناس يتفاوتون في اهتماماتهم، فلا تظهر لهم إلا ما يحبون، واحتفظ بجمالياتك الأخرى لنفسك؛ فإن لها مريدين آخرين.. كن مضيئاً ولا تكن محرقاً، واعلم أن الشمس لا تحجب بغربال.
يبلغ الإنسان أقصى القدر والقيمة بالتوازن.. الزيادة غير مستحبة حتى في العطاء، والإحسان لا يقاس بالمبالغة.. وقد يفسد الكريم ما صنعه؛ إذا بالغ في كرمه ووصل إلى التبذير.. حتى عواطفنا تحتاج إلى تأطير فنحب بتوازن، ونكره بتوازن.
التطرف مفسد العلاقات.. التوازن مشعل الحكمة، يضيء دروب الحياة نحو السعادة.
حكايتي مع القمر..
لا تنتهي..
أنظر إليه..
وينظر إليّ..
أبتسم له..
ويبتسم لي..
ويمدني بطاقة بيضاء..
فلا أشاهد السواد المحيط بالفضاء..
وأذهب إلى النوم..
وأحلم بغد أجمل..
القمر لا يخبئ نفسه..
ولا يأبه بالغيوم لأنها عابرة..
ولا يسمع صوت الوشاة..
لأنه يعلم ألا شيء فوقه إلا الله..
القمر بإمكانه أن يعيش وحيداً..
إلى ما شاء الله..
ينتظر مرآة في الأرض..
تعكس جماله..
ليرى صورته البهية..
ترتسم عليها..
وتبقى تنتظره كلما غاب..
وهو دائماً في الميعاد..
يقابل الشوق بالشوق..
فأينك أيتها المرآة؟
[email protected]