التزييف سلوك يعاقب عليه القانون، وللتزييف أنواع، بعض التزييف يكون في المال وسهل اكتشافه وبعضه في الصناعات قد تعبر مرة وأخرى قد تكتشف وتستبعد وقد تكشف ويرضى بها، وبعضه يطال الأغذية والأدوية والبناء وبعضه يطال الأصوات والصور والإنجاز، أيا كان منحناه، التزييف مكروه في قانون الإنسانية؛ لأنه يضر البشرية بطريقة جلية، وإن استدل عليه بعد حين، ويستهلك الإنسانية بأبشع صورها، ولا يقتصر ضرره على مَنْ يتعامل مع الزائفين، بل ضرره على الزائف أعظم بكثير.
فالزائف لا يستكين متشككا دوما، لا يثق بمَنْ يتعامل معه مهما كانت درجة مصداقيته؛ لأنه سيحكم على كل شيء من وجهة نظر تعاملاته فلو زيف مثلا سلعة قدمها لن يثق بأي سلعة تقدم له، وإن استوفى بنود البحث فيها وإن قبلها، قبلها على مضض متشككا بها.
أمقت أنا المزيفين بكل صورهم، فهم سبب نكبات البشر وسوء الأحوال الاقتصادية، السياسية، الدينية، الاجتماعية والصحية، هم يحملون شعارات يجملون بها أرواحهم المنخورة بالادعاء، مطبوعون على الأنانية، يخشون على أنفسهم من الانكشاف من العقاب، يكونون في آخر الصفوف، يدعون الإيثار ويدفعون بالساذجين لمقدمتها ليتسنى لهم الهروب إذا ما انكشف زيفهم، هم أول مَنْ يسلم الراية إذا تجلت الحقيقة غير آبهين بمقدار الضرر على مَنْ ولاهم.
كشفهم في رأيي يسير بسيط «انظر هل يرضون أن يضعون أنفسهم في موضعك؟، إن تعذروا أو تملصوا احذرهم فهم زائفون».
* حقيقة
عندما نصل لمرحلة لا نفرق فيها بين الحقيقة والزيف قد يصبح الخيار نثق بالأسهل والأكثر شيوعا.
@ALAmoudiSheika