كتبت منذ سنوات بعيدة مقالات متباعدة في عدة صحف مثل الوطن وعكاظ ثم في بعض الصحف الإلكترونية مثل بيشة اليوم وغيرها من الصحف الإلكترونية.. والحقيقة أن الكتابة شغف وهواية تراودني منذ أمد بعيد وتجرفني أمواجها بين الفينة والأخرى، وأنقاد لها طائعا مسرورا ثم لا تلبث أن تخمد جذوة حماسي ويتلاشى شغفي بها ويدركني ملل يطاردني في كل درب أسلكه والله المستعان.
وكنت ولا أزال أرى أن الكتابة نوع من الفضفضة والتنفيس بالنسبة للكاتب ابتداء ثم تنتقل أحاسيس الفضفضة تلقائيا للقراء خصوصا عندما تلامس حروف الكاتب مشاعر الناس وتتلمس احتياجاتهم ويصبح الكاتب رئة يتنفس الناس من خلالها، وبلسما يرمم أوجاعهم، وصوتا لهم يمنون أنفسهم بتحقيق أمانيهم به، مع العلم أنك لو أوكلت إلى أي كاتب ينقد وزارة أو إدارة أمر تسييرها ومهام إدارتها لما حقق ما لم يستطعه الأوائل ولربما كان أسوأ من سابقيه ولاحقيه، ولكن باب النقد واسع وعين الناقد بصيرة ولا أدل على ذلك من وضع بعض المسؤولين حين يتقاعدون من مناصبهم ويتجهون للكتابة منظرين عن حسن الإدارة والتطوير وهم جثموا على وزاراتهم عقودا طويلة بلا أي تغيير أو تطوير، ولا شك أن هناك كتابا يجيدون العزف على آلام القراء والتلاعب بها والعبث بمشاعرهم وأنا أعتبر ذلك نوعا من اللؤم والدناءة، لكن الكارثة الأخلاقية والمهنية عندما يكون العكس وينتهج الكاتب طريق الشعبوية والجماهيرية ويصبح كاتبا تحت الطلب ليكتب ما يريده الآخرون وما تردده المجالس بغض النظر عن قناعاته الشخصية ومبادئه وقيمه فضلا عن الحق والمنطق. ثم تتضخم ذاته حتى يرى نفسه معيارا للحق والمصداقية ورمزا للعدالة، ومثالا للجرأة في الطرح والكتابة.
وأنا أكتب ما سبق لكي أبين لكم من البداية أنني لن أكون كاتبا تحت الطلب -قدر الإمكان- بل سأكتب وفق قناعتي ووجهة نظري وسنتفق في أمر ونختلف في أمور، وهكذا أراد الله لنا (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ۖ ولا يزالون مختلفين)
ولن تخذلني شجاعتي بإذن الله لأقف عند ما أراه حقا أو التراجع عما أراه خطأ. والله الموفق.
ترنيمة
لا تحرج اللي ينظر لك ولا تساله
مدح الندى في الشعر مطلوب ومبدا
ولو كل شاعر يطبق بعض ما قاله
كان اختلف وضعنا عن وضعنا جدا
Sfh5440 تويتر