حقيقة فاجعة حلت بنا ويا لها من فاجعة عجزت كل العبارات أن تصور تلك المصيبة التي حلت بنا،، يا لها من أيام عصيبة لم تكمل شهرين يا أبي على وفاتك ولكنها سنين أثقلت خاطري وروحي أشعر بألمها وغصتها بعد وفاتك! !
نعم ودعت يا أبي هذه الدنيا بعد صمت على التعب والألم لم يمهلك طويلا فارقت الحياة،، بعد هدوء حمدت الله وكان الحمد والشكر على ما أصابك لا يفارقك،، واكتفيت بدموع تذرفها بينك وبين نفسك ودعواتك والحمد والشكر لا تفارق شفتيك! وكل من يأتي إليك تقول كلمتك المشهورة أنا طيب ولله الحمد.
أبي كان الألم لا يطاق ولكنك تحملت.. أشعر بك وأحس ولكن ليس بيدي حل وإنما أصفق يدي ماذا أفعل التفت يمنة ويسرة لعلي أجد ما يريحك ولكن ما حصل فوق طاقتي.
لقد رحلت يا أبي وكأنك لم ترحل،، أشعر بأني أراك في كل زاوية من زوايا البيت تناديني وأسمعك بكل حواسي،، استمتع بضحكاتك،، تمتماتك التي كنت تخافت إلي بها ولا أعلم ما الذي كنت تعنيه،، ولكن كنت أستمتع بقرب أذني من شفتيك،، وأنا أحتضن دفء أنفاسك،،
رحلت يا أبي بعد أن كنا ننتظر شفاءك وكنت أسعد أن قلبك ما زال ينبض حياة،، ابتسامة الفرح أراها في وجهك المبتسم،، ولكن سرعان ما ارتسم خط وفاتك أمام عيني كان يوم السبت الموافق 28 /8/ 1442 يوم لا ينسى موعدي مع الألم،، بعد توقف قلبك وتوقف قلبي وبدأ ينزف الأسى والحزن، توقف قلبك ليخبرنا برحيلك،، انتثرت الدموع هنا وهناك لیس اعتراضا علی حكم الله ولكن لرحیلك ألم وحسرة لم نشعر بها من قبل!
ذهبت إلى المسجد أجر أذيال الحزن والأسى لأراك لآخر مرة، قواي لم تمتلكني، غبت عن الوعي، عيوني تفجرت بالدموع على فراقك.
قبلت جبينك يا أبي لأودعك لآخر مرة،، كنت أظن أني بهذه القبلات لن أجعل للحنين والاشتياق طريقا يسلكه إلى قلبي،، ولكن لا محالة! الحنين والاشتياق والوله يتجدد.
حينما أخبروني برحيلك يا أبي فقدت الأمن والأمان لقد كنت ألتجئ لحضنك عندما تضيق بي الدنيا، فإلى من سألتجئ الآن بعدك. ضاقت بي الدنيا بما رحبت، فقدك يكاد يقتلني، عبرات تخنقني إلى من علمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة، إلى من أعطاني بلا حدود، إلى من رفعت رأسي عاليا افتخارا به.
رحمك الله بقدر ما هزني وجع الحنين إليك..
حقيقة رحيل الأب حقيقة كسر لا يشعر به إلا من عاناه، تتوالى بعده مصائب الحنين والاشتياق والحزن والألم، فراق أبي خلق بداخلي فراغا لا يسد.
رحلت يا أبي وقد زرعت فينا الكرم والجود والأخلاق الحسنة وتفقد الآخرين والصلة والرحمة، كنت صبورا محبا للخير، كريما سخيا، باسم الوجه للجميع، بالفعل تفاجأت من أناس تعلقوا بك ونحن لا نعرفهم من لبنان واليمن ومصر وعدة دول كنت مصدر سعادة لهم، فهنيئا لك يا أبي على ما حظيت به من سمعة وأثر طيب يحكى به.
وختاما..
وهنا أشكر وأتقدم بأجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير لكل من عزاني من المملكة وخارجها وأخص أولا حكومتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين سيدي الملك سلمان وولي العهد الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظهم الله وجميع
أصحاب السمو الأمراء والوزراء والمعالي، وكذلك التعزية من دول الخليج من شيوخ وأمراء وفخامة وكذلك جميع الأحبة والأصدقاء، وبودي ذكر الأسماء لكن المساحة لا تكفي ويظل ذكركم بالقلب محفورا. جعلها الله خاتمة الأحزان.
حقيقة هذه المصيبة عرفتني محبة الآخرين..
وبعد.. أسأل الله أن يكتب والدي في الفردوس الأعلى من الجنة.
وأكرر (ويبقى رحيل الأب غصة في الفؤاد).
@Ghadeer020