الطفل منذ يكبر تبدأ مغامرة المقارنة سواء بينه وبين الآخرين أو مقارنة الناس بينه وبين غيره، في الملبس والمأكل وباقي إكسسوارات الحياة، التي لا تنتهي، يقارن سيارته العادية بسيارة جاره المجد أو بطريقة أخرى (شاد حيله) وهو يعلم بينه وبين نفسه أن هناك شيئا خطأ لكن لا يستوعبه أو عقله لا يريد ذلك، ولكي يختلق الأعذار لنفسه أن كلتا الكفتين متساويتان؛ من الطبيعي أن شخصا هكذا تكون بداية حياته في المقارنات حتى في أبسط الأمور، لكن السؤال هنا لماذا أو كيف صُنعت هذه العادة السيئة والقوية؟ سؤال راودني كثيرا ومتأكد أنه راود الكثيرين والإجابة من وجهة نظري هي أن مرعى النحل هو مَنْ يحدد جودة العسل، الذي تنتجه.
بكل اختصار أن البيئة، التي ولد وصنع فيها هي مَنْ صنعت هذا الأمر بداخله، وغالبا تكون من أهله عندما يقارنونه بشخص آخر مختلف كلياً عنه، وهذا يسبب ضعف الشخصية وضعف الثقة بالنفس، وهي من الأمور التي لها الأثر وتظهر في المدى البعيد؛ والسبب أنه عندما يرى الطفل أنه أضعف أو فقير للمهارات والمواهب ممن حوله هذا يزيد ويضعف الشخصية، التي لا نستطيع أن نرجع الأمور إلى محلها إلا عندما يفوت الأوان ومثل ما يقول المثل (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت)، والحل هو أننا نتوقف عن مقارنة أنفسنا مع الغير، وبدلا من ذلك نقارن أنفسنا مع ذاتنا في الماضي!!
بطريقة أخرى هي أننا لا نقارن وزن أجسامنا بشخص آخر بذل كل جهده لكي يصبح جسده صحيا، بل مقارنة بالسنة الماضية والشهر الفائت، هذه طريقة أخرى للمقارنة وهي أفضل من مقارنة أنفسنا مع أشخاص مختلفين كليا عننا.
المقارنة شيء متواجد في طبيعتنا نحن كبشر، لكن الأسوأ والتي تصبح مثل القذيفة على قلوبنا وعقولنا هي رؤيتنا لأنفسنا بعين والآخرين بعين، إذا كنت سوف تقارن قارن بين إيجابيات وإيجابيات، سلبيات وسلبيات، قارن مواهبك المكتشفة قبل عام وإبداعك فيها الآن؛ لأنها الطريقة الوحيدة التي من خلالها تستطيع أن توازن بين طبيعة البشر والحقيقة المطلوبة، عليك كسر كل المعتقدات والأفكار الساذجة، التي اكتسبتها من أحد أو عبر مخالطتك لثقافات مختلفة وابني المعتقدات الصحيحة، التي يوافق عليها الدين ويحبها قلبك ويرتاح لها عقلك.
[email protected]