أكتب والغضب يملؤني إزاء ما يفعلونه من مخاطر، وبكلِّ برود يفعلون ما يريدون دون رادع ودون خوف يحدُّهم ولا مبالاة تحيط بهم، وكأنهم مجهولون في أرض مجهولة!
كنت مع أحد الأصدقاء في منزله بإحدى القرى ليلًا، وبينما كنا نتجول إذ بالمركبات تحد جبلًا موازيًا لنا، فسألته: ما سبب وجودهم في هذا المكان والزمان بالتحديد؟ فإذا به يجيبني بالانتظار، وفعلًا كان انتظارًا مؤلمًا مجيبًا عن سؤالي انحدر من هذا الجبل؛ أحد المجهولين يحمل في جعبته قنابل السموم المخدرة دون خوفٍ وتردُّد، وكأنَّ الأمر بسهولة تامة.
لا أودُّ الاسترسال عما حدث بعدما شاهدت عيني هذه المأساة، ولكن ما أدركته أن في جبالنا قنابلَ أشد فتكًا من غيرها، وأوكارًا ليست سوى مستودعاتٍ لحروب تجعلنا في غير ما نسعى إليه ونطمح.
أماكنهم ليست مجهولةً، فأهالي القرى بُحَّت حناجرهم من التبليغ عنهم، ولكن ما يجب اليوم فعله هو الردع القوي حولهم، وهذا أمر سهلٌ للغاية بما نملكه من جهاز عسكري وأمني.
عسير وغيرها من مناطق مملكتنا لا تستحقُّ تجاهل هذه الأمور، فاجتثاثهم من هذه الأرض سيجعلنا نرى الإنسان السوي والبيئة الجميلة، ولو لم نتَّخِذْ خطوةً للأمام فسنرى كوارث إنسانية وبيئية لا محالة!
@Asir_26