@FofKEDL
يختلف السلوك الإنساني بأنواعه وأشكاله، بناء على احتياجات الجسد، العقل، العاطفة أو النفس. فالسلوك -بشكل عام- عبارة عن ترجمة لذلك الاحتياج، الذي يدفع صاحبه للقيام بفعل مُعين بسبب الاستجابة وما يتبعها من ردود الأفعال المُخْتَلِفةِ، سواء من الذات أو المحيط. وفِي هذا المقال أحببت أن أُسلط الضوء على بعض السلوكيات المُنحرفة والتي يقوم بها البعض؛ لأسباب مختلفة بناء على نوع الانحراف ودوافعه.
تتفاوت مستويات العواطف بين البشر، فالبعض منّا تغلبه العاطفة، والبعض الآخر يميل إلى العقلانية أو المنطق. وذلك على حسب طبيعة الإنسان بشكل عام، ولكن احتياج العاطفة لربما يكون أشد تأثرا وتأثيرا. فإشباع الرغبات أو تعطُشها بشكل كُلي يؤدي -أحياناً- إلى الانحراف. في البداية، وعلى سبيل المثال، فإن الانحراف التربوي ناتج عن مُغالطة بعض المفاهيم التربوية أو الجهل في بعض الأساليب التربوية المُستحدثة أو نقص وانعدام التوجية والإشراف في المحيط الأُسَري. وأُركز هُنَا، على نتائج جهل أحد الأبوين بالمفاهيم أو السلوكيات التربوية المُستحدثة في هذا الزمن والتي تتناسب مع أدوات المكان والزمان الذي نعيشه. لأن الجهل يصنع فجوة تربوية أو فكرية بين الأبوين وأبنائهم في الأسرة الواحدة. مما يؤدي -لا سمح الله- إلى انحراف سلوكي أو أخلاقي وغيره يُنافي القيم والمبادئ الصحيحة في المحيط العام، وينعكس ذلك سلباً على الأفراد سواء في الأسرة أو المجتمع. ثانياً، الانحراف الأخلاقي والذي يُعتبر فرعا ناتجا من الانحراف التربوي بسبب التراكمات السلبية التي تُعطي نتائج غير مرغوبة إذا لم تحتويها بيئة سليمة. فالأخلاق تتأثر وتؤثر بالمحيط وكثرة التغاضي عن السلوكيات اللا أخلاقية في المحيط قد ينتج عنه ظاهرة لا أخلاقية أو مُنحرفة يتداولها من لا يستطيع إنكارها أو تغييرها على سبيل المثال. ثالثاً، الانحراف الفكري والذي كان التطرّف أحد نواتجه وازدادت شعبية هذا الفكر بعد وجود بيئة حاضنة له في مختلف بقاع العالم. فالمنظومة الفكرية تُبنى من قناعات وركائز عقيدية معينة ويُفعِّلها الإنسان بوظائف عقله المُخْتَلِفةِ التي رزقه الله تعالى بها. رابعاً، الانحراف الجنسي والذي يعتبر جزءا من الانحراف السلوكي، والذي تتعدد أسبابه ومُسبباته. وللأسف الشديد فإن هذا الانحراف استند على ركائز علمية صحيحة لم تأخذ حقها التوعوي بالشكل المطلوب والتي امتزجت بمعتقدات شيطانية مُخلّة ومُنافية للفطرة السليمة. وشاع هذا الانحراف بشكل سريع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة المروجين له، واستغلال المراهقين وأصحاب المعتقدات والأفكار الهشّة. وللأسف، ضحايا هذا الانحراف لم يستطيعوا التّفرقة بين المُصطلحات العلمية الصحيحة وبين المصطلحات الشهوانية التي ابتدعها المُنحرفون. في النهاية، يطول الحديث عن هذه الأنواع المذكورة وتفاصيلها، ولكن تبقى الحلول السليمة واضحة لمن استخدم عقله وعاطفته بشكل صحيح. المنظومة الأُسرية السليمة تبني مجتمعا صحيا ومُحصّنا ضد الهجمات المُنحرفة، لذلك فإن أهمية الاحتواء الأُسَري وأساليبه بمثابة محتويات تربوية، يجب توعية الأفراد بضرورتها وكيفية تنفيذها.
@FofKEDL
@FofKEDL