وانطلقت اليوم الأحد جلسات المائدة المستديرة حول "الفرص الاستثمارية للاستفادة من المخلفات الناجمة عن الأنشطة التعدينية بالمملكة"، التي شارك فيها عدد من المختصين والخبراء في مجال تدوير المخلفات من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، والمركز الوطني للنفايات، والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، وعدد من شركات القطاع الخاص ذات العلاقة بصناعتي التعدين والتدوير.
وشملت التوصيات أن تقوم الوزارة بحث حاملي رخص المحاجر على وضع خطط مستقبلية لكيفية الاستفادة من مخلفات المحاجر وطرق التعامل معها، فيما تقوم الوزارة بالتأكيد على حاملي رخص المحاجر بأهمية استقطاب قوى عاملة مؤهلة وذات كفاءة عالية وتدريب القوى العاملة حاليا، وجاءت رابع التوصيات بعقد الوزارة والجهات ذات العلاقة ورش عمل مستقبلية لرفع درجة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية وتحفيز البدائل والتكنولوجيات المتعلقة بترشيد الاستهلاك وحماية الموارد الطبيعية.
وتضمنت التوصية الخامسة دراسة الوزارة والمركز الوطني للنفايات مقترح للحوافز الاقتصادية لتشجيع شركات التعدين على تحسين الإدارة وتبني الحد الأدنى من المعايير البيئية، فيما تضمنت التوصية السادسة توفير الجهات ذات الاختصاص مثل الوزارة وهيئة المساحة الجيولوجية والمركز الوطني للنفايات، المعلومات العلمية وتسهيل وصول حاملي رخص المحاجر اليها، وجاء في التوصية السابعة، تشجيع الوزارة والجهات ذات العلاقة البحث العلمي فيما يخص الادارة البيئية المتكاملة لمخلفات المناجم والمحاجر وتفعيل التكامل بين القطاعات البحثية والتعدينية والصناعية.
وشملت التوصية التاسعة دراسة الجهات ذات الاختصاص، خصائص وتوصيف المخلفات والنفايات الناتجة عن أنشطة التعدين والمحاجر وتأثيرها البيئي على أساس علمي والتي ستدعم الحاجة المحتملة للإدارة المستدامة لأنشطة التعدين، وأخيرا أوصت بأن يهتم حاملو رخص المحاجر بتطوير الفرص الاستثمارية لاستخدام مخلفات التعدين كموارد ثانوية ذات قيمة اقتصادية.
وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية م. خالد المديفر، في مستهل افتتاح الجلسات: إن موضوع الجلسات يكتسب أهمية كبرى لدى الوزارة؛ باعتبار أن البيئة من المكونات الرئيسة لعناصر الاستدامة التي تعتبر من مرتكزات الاستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات التعدينية؛ إلى جانب مرتكزي الحوكمة والشفافية.
وأشار في كلمته إلى أن اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار التعديني اهتمت، بشكل عام، بالاستدامة والتنمية المجتمعية بما في ذلك ما يتعلق بالبيئة.
كما أن عدداً من مبادرات استراتيجية التعدين ركزت على هذا الجانب، مثل مبادرة تحقيق الاستدامة، التي تهدف إلى حماية البيئة والصحة والسلامة، للعاملين في القطاع والمجتمعات المحلية، إلى جانب هدفها في تحفيز أبناء هذه المجتمعات على المشاركة في نشاطات التعدين والشراء من المجتمعات المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق منافع مجتمعية، تُسهم في تنمية المناطق المجاورة للمشروعات التعدينية.
وتطرق إلى مبادرة إنشــاء الشــركة السعودية لخدمــات التعديــن التي تنهض بدور مهم من خلال الإسهام في مراقبة وتحقيق الامتثال للوائــح البيئــة والصحــة والســلامة، وتوفيــر بيئــة آمنة مستدامة في قطــاع التعديــن، ورفع مستوى التزام الشركات بمعايير البيئة والصحة والسلامة المتضمنة في نظام الاستثمار التعديني ولائحته التنفيذية.
وشدد على انفتاح قطاع التعدين على الاستفادة من كل الجهود والتشريعات التي تُصدرها مختلف الجهات الحكومية والمشاركة في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها على مستوى حماية ونظافة البيئة في بلادنا.
وقال إننا من أجل تعزيز إمكانية تحقيق هذه الأهداف أطلقنا، من خلال مبادرة الاستدامة في قطاع التعدين، برنامجا لتبادل المعرفة والخبرات في مجال إدارة المخلفات الناتجة عن الصناعات التعدينية، فيما تُعد هذه الندوة أولى ثمار هذا البرنامج الذي سيتطور، مع الوقت بفعل ما سنلقاه من تعاون وتجاوب كل المعنيين بهذا المجال في القطاعين العام والخاص. كما شدد على أهمية الابتكار في مجال تدوير مخلفات الصناعات التعدينية وتحويل هذه المخلفات إلى فرص استثمارية حقيقية، مؤكداً أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تشجع المستثمرين، بكل ما تملك من طاقات وإمكانيات، ليبادروا في اتخاذ كل الخطوات والإجراءات المحققة للابتكارات والمؤثرة في عمليات إعادة تدوير مخلفات التعدين.
بعد ذلك بدأت جلسات المائدة المستديرة حيث ألقى الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، كلمة تطرق فيها إلى مجمل تجارب الهيئة وما يمكن أن تقدمه في هذا المجال. ثم قدم م. نادر إسكندر عرضاَ عن "فرص الاستفادة من مخلفات أحجار الزينة بمنطقتي الرياض ونجران"، وقدم د.عبد الله السباعي، من المركز الوطني للنفايات، عرضاً عن "مستقبل إدارة النفايات بالمملكة وآلية تحفيز الاستثمار بالمنظومة". وأعقب ذلك عقد حلقة نقاش برئاسة المستشار أحمد عجب نور، رئيس اللجنة المنظمة للمائدة المستديرة، تناولت عدداً من النقاط التي تطرقت لها أوراق الجلسة الصباحية، حيث تم التطرق لعدد من المداخلات والمقترحات التي قدمها الحضور لإثراء موضوعات ونتائج هذه الجلسة. وفي الجلسة الثانية، قدم د. مبخوت الصيعري، من جامعة نجران، عرضاً عن "دور الأبحاث والدراسات في تعظيم قيمة المخلفات التعدينية". وقدم د. ناصر العجمي، من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عرضاً عن "الاستخدامات الآمنة والمفيدة للمخلفات الناتجة عن أنشطة التعدين واستغلال المحاجر في المملكة