لفتت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى د. فاطمة الشهراني، إلى أن المملكة وضعت في مقدمة أولوياتها صحة الإنسان وسلامة المجتمع خلال مواجهة فيروس كورونا، لذلك عملت على الكثير من الجوانب التي تضمن سلامة المجتمع وسن الكثير من الأنظمة والبروتوكولات الصحية الحازمة التي ساهمت بشكل كبير في الحد من انتشار الجائحة، إضافة إلى أن تعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات الصحية وتلقي اللقاحات أسفر عن تطعيم ٧٠% من البالغين مما كان له الأثر في انحسار الفيروس، وإشادة المنظمات الدولية بالنظام الصحي في المملكة يؤكد أن السياسات المتبعة كانت مدروسة ووفق خطط وتجارب سابقة خصوصًا في موسم الحج وغيرها، وتوكد حرص القيادة الرشيدة على الإنسان دون أي اعتبارات أخرى.
بيّنت الأستاذ المساعد، استشاري طب الأسرة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. ملاك الشمري، أن من مسؤوليات منظمة الصحة العالمية مراقبة الوضع في العالم وتوجيه النصح عن المخاطر التي قد تلحق به، ومن هذا المنطلق وفي ظل وجود فروع وممثلين للمنظمة في جميع دول العالم لتكون على اطلاع وإلمام بأوضاع البلاد المختلفة، تجد تفاوتًا رهيبًا بين الدول واستجابتها للظروف الصحية الطارئة، ولما كانت استجابة مملكتنا الحبيبة لظروف الجائحة على المستوى الداخلي في توفير التوجيهات، التطعيمات، القرارات الداخلية في الإغلاق والحظر الجوي وغيره الكثير من وسائل الوقاية ومن وسائل العلاج في توفير أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس أكبر الأثر في إظهار المملكة بصوره لامعة ورائعة للعالم، وكان لها دور في التعاون والإيثار في مساعدتها للدول الأقل حظًا والمتعثرة في التصدي للجائحة ولهذا كان إقرار منظمة الصحة العالمية بأفضلية النظام الصحي السعودي مستحقًا، وفي مكانه.
أكد عضو هيئة التدريس وأخصائي طب الأسرة والطب المهني د. حاتم القحطاني، أن الإعجاب بالمملكة وإدارتها الحكيمة لجائحة كورونا ليس بغريب، فبلادنا لها خبرة قديمة في التعامل مع أزمات الأوبئة وإدارة الحشود وما ينتج عنها عن ظروف صعبة، وخبرتها المتجذرة تتضح في مواسم الحج وفي شهر رمضان المبارك والتي تتكرر في كل عام، وهذه الخبرة المتراكمة اتضحت معالمها في أزمة جائحة كورونا «كوفيد-19»، ومن أبرز ملامحها تدخل السلطات العليا وجميع الوزارات وأجهزة الدولة كافة، وفي مقدمتها وزارة الصحة، ورسم السياسات مبنية على الحوكمة والشفافية والاستخدام الفعال للتقنية وإشراك المواطن كجزء من الحل، انطلاقا من العلم والبراهين الصحية والتطبيقات الإدارية، والتي وضعت في أولويتها مصلحة الإنسان وكان شعارها المواطن والمقيم أولًا.
سياسات مدروسة عن تجارب سابقة
مساعدة الدول المتعثرة
المواطن جزء من الحل
خطط إستراتيجية استباقية
7 إنجازات محلية
قال طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، د. عليان آل عليان: إنه ليس مستغربا حصول المملكة على هذا الثناء من منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها الأخير نظير الجهود المقدمة لمواجهة خطر جائحة كورونا من خلال عمل الكثير من ورش العمل ووضع الخطط الإستراتيجية لمواجهة هذه الجائحة، كما اتخذت خطوات استباقية لتوفير البيئة المناسبة لمواجهة هذا المرض والمسارعة في توفير اللقاحات، وحث المواطنين على أخذها وعمل العديد من الإستراتيجيات الأخرى كانت كفيلة لضمان الاستقرار الصحي للمواطنين والمقيمين، مضيفا: واليوم نشاهد انعكاسات هذه القرارات على استقرار أعداد الإصابات والوفيات والحد من مضاعفة الأرقام، إضافة إلى أن قرار المملكة الخاص بقصر الحج هذا العام على 60 ألفا من المواطنين والمقيمين بالداخل، من أهم القرارات التي تم اتخاذها لضمان المراقبة الجيدة لجموع الحجيج وللامتثال لتدابير الوقاية والسلامة الخاصة بمرض «كوفيد-19» وضمان الحصول على موسم حج آمن -بإذن الله-.
أضافت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. عائشة العصيل، إن وزارة الصحة تخطت أصعب تحدٍّ عالمي وهو جائحة كورونا بنجاح مبهر وبامتياز، حيث عانت الدول من عدة موجات لفيروس كورونا، بينما كان الوضع في المملكة مستقرا على جميع المستويات من حيث حالات الإصابة، والتنويم، والعناية المركزة، والوفيات -ولله الحمد-. مشيرة إلى أن تعليق منظمة الصحة العالمية على ذلك هو شهادة تقدير وتفوق نتيجة عدة إنجازات منها: عدم انهيار المنظومة الصحية، وإطلاق تطبيقي «توكلنا» و«صحتي» الإلكترونيين، والسبق في الإجراءات الاحترازية منها الحجر الكلي والذي تأخرت عدة دول في تنفيذه، إضافة إلى وضع قوانين لمنع تفشي الوباء، وتوفير الخدمات الصحية للجميع دون أي استثناء، سواء كان مواطنا أو مقيما حتى ولو غير نظامي، وكانت المملكة من أوائل الدول التي حصلت على اللقاح وتم توفيره وتوزيعه بشكل منظم مع وضع الأولوية بحسب الوضع الصحي، ومتابعة الدراسات المحلية والعالمية والأبحاث.
يقظة في المراحل المبكرة
أوضحت أخصائية طب الأسرة د. زينب الزاير أن احتواء المنظومة الصحية بالمملكة لفيروس كورونا والتعامل مع تبعاته يرجع لكفاءة النظام الصحي ويقظته في المراحل المبكرة لانتشاره، فقد كانت المملكة على أهبة الاستعداد للتعامل مع وباء كورونا المستجد بحكم خبرتها في احتواء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عام 2012، وكذلك العديد من الأوبئة والفيروسات التي تم السيطرة عليها منذ الإنفلونزا الإسبانية عام 1919م، مضيفة: إن وزارة الصحة سعت لتوفير الخدمات الصحية الجيدة في الخطوط الأمامية، والجودة والقدرة مفهومان يرتبطان ارتباطا وثيقا، فالنظم الصحية القادرة على الصمود تتطلب خدمات جيدة توفر قبل الطوارئ ويحافظ عليها أثناء الطوارئ.