وقال مفتي عام المملكة: إن لقاح كورونا ضد الوباء نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده، ولقد وفرت حكومتنا الرشيدة للجميع أخذ اللقاح دون مقابل حفاظا على سلامة الجميع، وأهاب سماحته بالجميع إلى المبادرة والأخذ بأسباب الوقاية، وسأل الله أن يرفع الوباء عن المسلمين، وإلى نص الحوار:
نعمة عظيمة
• تعلمون سماحتكم الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في تسهيل وتيسير الحج، فكيف ترون القرارات التي صدرت بتنظيم حج هذا العام في ظل استمرار جائحة كورونا؟•• خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منَّ الله بها على هذه البلاد، ولقد اعتنت هذه الدولة المباركة بزوار بيت الله الحرام الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: «وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية، مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان، ولما نزلت جائحة «كورونا» سعت المملكة العربية السعودية في اتخاذ تدابير احتياطية ووقائية واسعة، وإجراءات احترازية كبيرة، للحد من انتشار هذه الجائحة بين المواطنين والمقيمين في المملكة، أو انتقالها من خارج حدودها، فأمرت بإيقاف السفر خارج المملكة والقدوم إليها، تحقيقا لقوله -صلى الله عليه وسلم- عن وباء الطاعون: «إذا سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه».
استقرار وأمن
• تولي المملكة منذ تأسيسها المشاعر المقدسة جل اهتمامها.. ونحن مقبلون على موسم الحج حدثنا عن جهود قيادتنا التاريخية في هذا الصدد؟
•• حظي موسم الحج باهتمام كبير منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، حيث أولت الحكومة السعودية منذ ذلك الوقت هذا النسك العظيم كل الاهتمام والرعاية من أجل خدمة ضيوف الرحمن ومع العهد السعودي ازداد استقرار الأمن والأمان وأصبح حجاج بيت الله الحرام يفدون من أقطار العالم لأداء هذا النسك العظيم.. وركزت الحكومة السعودية جهودها للعمل على راحة حجاج بيت الله الحرام والعمل على التطوير المستمر منذ عهد الملك المؤسس مرورا بأبنائه ملوك المملكة، وفي عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله -رحمهم الله- سار الجميع على خطى المؤسس -رحمه الله- وها هي المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، على نهج الملك المؤسس وإخوانه الملوك لتكملة مسيرة الخير، فعمل على توسعة المسجدين الشريفين والمشاعر المقدسة، حيث أولى هذا الجانب جل اهتمامه بالحركة العمرانية والإنشائية وطاقتها الاستيعابية لمواجهة ازدياد أعداد الحجاج، جعل الله ذلك في ميزان حسناته وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
تطور متواصل
• تشهد المشاعر المقدسة تطورا ملحوظا في نوعية الخدمات المقدمة وجودتها.. كيف ينعكس ذلك على الحاج من خلال سكينته وخشوعه؟
•• أثناء تأدية هذه الشعيرة لم تتوان المملكة يوما من الأيام عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية المشاريع التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورا كبيرا عاما بعد عام، مما سهل على الحجاج أداء مناسكهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني وخشوع وسكينة.
منصات موثوقة
• أطلقت مؤخرا منصة جود وزكاتي وإحسان الإلكترونية لجمع التبرعات، حدثنا عن أهمية ذلك.
•• في توحيد الجهود والشفافية، فإن «إحسان وجود وزكاتي» منصات موثوقة، تحقق العمل المتقن الذي يوافق الشرع في المصارف الإسلامية وخاصة الزكاة وتسهل على أهل الخير إخراج زكواتهم لجهات آمنة وموثوقة تشرف عليها الجهات الحكومية المختصة.
المبادرة للوقاية
• ما رسالتكم للأشخاص الذين لم يتلقوا لقاحا ضد فيروس كورونا كونهم معرضين للخطر ونقل المرض لغيرهم؟ وما حكم الشرع في ذلك؟
•• اللقاح ضد هذا الوباء نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده، ولقد وفرت حكومتنا الرشيدة للجميع أخذ اللقاح بدون مقابل حفاظا على سلامة الجميع، ولذا نهيب بالجميع المبادرة والأخذ بأسباب الوقاية، ونسأل أن يرفع الوباء عن المسلمين.
