دعوني أعُد بالذاكرة إلى صباح يوم ممطر في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا مدينة بوسطن، حيث جمعتني الصدفة بصديقٍ من أرض اليمن الشقيق، د. محمد قيزان، وهو إعلامي مخضرم، شغل عدة مواقع، كان آخرها وكيل وزارة الإعلام اليمنية، حيث جمعنا الزمان والمكان في ورشة عمل مخصصة للإعلاميين من دول الشرق الأوسط، وتحدثنا في أمور كثيرة، وبالتأكيد كانت أخبار اليمن ذات نصيبٍ أوفر من الحديث، فحين كان التساؤل عن توقعات نهاية الحرب في اليمن، غلب الحزن على نبرته، وبدت الحيرة على ملامحه وهو يقول: لا أرى إجابة واضحة لهذا السؤال، في ظل استمرار التدخل الإيراني في اليمن، وتحديدًا الدعم الإيراني للحوثيين، فالخراب يعمُّ الديار، ورغم جهود التحالف العربي في اليمن وكافة المساعي الدولية لتحقيق السلام إلا أن الحوثي لا يملك قراره، فهو مجرد أداة في يد الإيرانيين لزعزعة أمن استقرار اليمن وتهديد جيرانه.
التدخل الإيراني في اليمن
كلمات الصديق د. قيزان، وبالرغم من أنه قد مرّ عليها أكثر من عامين، إلا أنها لا تزال تعكس المشهد الراهن في اليمن، وكيف أن التدخل الإيراني في اليمن ودول عربية مثل لبنان والعراق وسوريا، يصوّر تلك المنهجية التي يصرُّ عليها النظام الإيراني في سبيل تحقيق خططه التوسعية ضاربًا بكافة الأصوات والجهود والمساعي الداعية للسلام وحقن الدماء وبلوغ حل سياسي باليمن عرض الحائط، فهو نظام يثبت يومًا بعد آخر استحالة أن يكون جزءًا طبيعيًا من العالم، بل بات أكثر الأخطار تهديدًا له.
إيقاف الحرب في اليمن
كل حديث عن توقعات نهاية الحرب في اليمن يصطدم في نهاية المطاف بواقع التدخل الإيراني في اليمن، واستمرار الدعم الإيراني للحوثيين، فقد يستعصي على الراصد للمشهد في اليمن أن يستدرك عدد المرات التي نادت فيها دول المنطقة والمنظمات الدولية بإنهاء الحرب في اليمن، ولكي نصل إلى حل لمشكلةٍ ما، يُفترض أن نضع حدًا لسببها الرئيسي، فلكي تكون هناك نهاية للحرب في اليمن، يُفترض أن يكون هناك موقف حازم ومسؤول من قِبَل المجتمع الدولي في سبيل ردع نظام طهران بشكل نهائي عن سلوكه الإرهابي الذي يستهدف استقرار المنطقة والعالم.
@BanderAW225