الإنسان يولد ليتعلم ويتعلم ليعمر الأرض بتواضعه وعلمه، فعندما كان يناديني والدي بالدكتورة منذ صغري لم يكذب علي للحظة في رسم خطوط حلمي، وعندما كانت والدتي توبخني عندما انشغل قليلا عن العلم لم تخدعني أبدا، وصدقتني القول بأن درب العلم يحتاج قلبا قويا وعقلا ناضجا وعينا قارئة وروحا باحثة فأمدتني بالكتب والنصائح لأنال درجة الدكتوراة بكل فخر وجد واجتهاد.
كان الدرب طويلا للوصول إلى الهدف وتحقيقه، ولكن لم يكن مستحيلا. ها قد أصبحت دكتورة في مجالي وسأبدأ مجالا أوسع مع كوكبة العلم وأبدأ رحلة جديدة أطول لأضع بصمة تضيف للعالم إضافات جميلة تأخذ بيد كل طالب علم نحو أفق النجاحات وتجاوز الصعوبات والإصرار والصبر والتحمل لتذوق لحظة الفرح وتنهمر دموع السعادة بتحقيق الحلم، فنقف فخورين بأنفسنا ويفخر بنا أحبابنا لنواصل الدعم العلمي والنفسي لبعضنا ولمن بعدنا.
إن الدراسات العليا ليست صعبة وليست مجالا للتفاخر بقدر ما هي مجال أوسع للتعلم المستمر وتوثيق الأفكار العلمية بصورة مقننة ومنظمة. فإمداد العقل بالعلم لا يعتمد على دراسات أكاديمية فقط، بل يتجاوز كل باحث عن المعرفة والعلوم من الدورات والدبلومات والمتجدد بشغفه وبحثه عن المعرفة، فسعادة الدكتور(ة) لقب يستحق العناء بتواضع وتأدب مع الله ومن ثم الآخرين لإثبات فكرة أو نظرية علمية، ولكن صاحب المعرفة والحكمة يستحق البحث الدائم فالعلم لا يقف عند درجة علمية بعينها.
@loolaalmar1