أيضا من تلك الأحاديث الموبوءة الأحاديث التي تزرع الشك وهي في رأيي كسم عضال أشيع أنه سمم بحيرة عذبة في واحة وسط صحراء تقصدها قوافل البشر كلما عبروا فيمضون رغم العطش منها ويفضلون احتمالية الهلاك على إشاعة أثبتته، نادرون من سيقدمون على تجربتها بحذر وأندر من سيكتب بعد ذلك ملاحظة «البحيرة عذبة صالحة للشرب» وقليل من سيصدق وكثير سيرتابون فقد نما على أطراف الماء العذب بذور الشك.
أرى أن زرع الشك في الأمور أمر جلل يقود الناس للحيرة للتخبط ويضعهم في حالة نفسية غير مستقرة قد توجههم لوجهات قد تضرهم صحيا، ماديا، نفسيا، دينيا أو اجتماعيا، قد يقودهم الشك للتخلي عن تجربة قد تثريهم وتجعلهم يوجهون من بعدهم الأفراد لطريق النجاح، لطريق الاستقصاء، لطريق المعرفة والراحة والنجاة.
مثلا زرع الشك في اللقاح سبب عزوف البعض عنه، وزراعته في نوايا الاسترشاد النفسي جعل البعض ينكوي بالعلل النفسية مفضلا عدم اللجوء إليه، بذره في بعض العلوم التي تثير الفكر فتصل بك إلى الحقائق الجلية وتعمق إدراكك جعلها تأسر تلك العلوم في خانة الاتهام وتلت على الإبداع أحكام بالفناء.
أرى أن الكلمة أمانة وجهتها الخير وتجلي الحقائق وتثمر فكرا منيرا لا يرسي قواعده على الفرقة وبث الشر وتعميق الجهل وإثارة الشكوك غير المبررة، أرى من واجبنا النصح والإرشاد بعيدا عن التشكيك بل عن طريق التوجيه للحقائق للسلبيات والإيجابيات ثم ترك العقل البشري يقرر فإن أخطأ تعلم من خطئه وإن أصاب استبشر بخبرته واستفاد في كلتا الحالتين من تجربته.
* رافد
النصيحة نهج راق قد يقلبها الجهلاء دون وعي إلى منهج تشعباته لا تحمد عقباها، فاحذر الكلمة فإنها أمانة وما تؤول إليه إما وزر أو أجر.
@ALAmoudiSheika