ففكرة الجائزة تعتبر نوعا من أنواع التوعية الخلاقة والتي تدعم الضبط المروري الحازم فكلاهما جناحان تتحسن من خلالهما السلامة المرورية ليتحلى السائقون بالانضباط واحترام حقوق الآخرين على الطريق ويقودان إلى ارتفاع معدل الوعي المروري وانخفاض الحوادث المرورية والإصابات !
وأحد أهم جوانب التوعية ما يسمى (تلمس حسناتي بدلا من تصيد عثراتي) ومن هذا المنطلق أحدثت الجائزة صدى إيجابيا في نفوس المشاركين مما جعل السائق المثالي مثالا يحتذي به كل من حوله من الأقارب والأصدقاء كما ذكر ذلك عدد ممن شملهم المقطع مما يثبت أهمية الحوافز للرقي بالوعي المروري وتغيير السلوك البشري، فكما للضبط المروري آثاره نتيجة تطبيق النظام وعقاب من يخالفه، كذلك في تكريم من يتقيد بالنظام تحفيز للتغيير الإيجابي على الطريق من خلال تطبيق النظام حبا فيه وليس خوفا منه.
ففي هذا العام ستنطلق الجائزة في نسختها السادسة وبجوائز تفوق نصف مليون ريال برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس أمناء جائزة المنطقة للسائق المثالي في نسختها السادسة تحت شعار «خلك معنا»، وكما ذكر الأستاذ عبدالله الراجحي، لقد حققت الجائزة الكثير من النجاحات في السنوات الماضية حيث ارتفع الوعي المروري في نفوس السائقين بمختلف فئاتهم العمرية، بعد أن غرست مفهوم وثقافة السلامة المرورية لدى الأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة وتوفير بيئة آمنة، وتحفيز كل سائق وسائقة على القيادة المثالية ونشر روح التنافس بينهم.
يصاحب الجائزة لهذا العام العديد من الفعاليات التوعوية، متضمنة معارض تثقيفية متنقلة تتجول في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ومحاضرات وندوات تستهدف مختلف الأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.
جائزة السائق المثالي في نسختها السادسة لهذا العام متضمنة ثلاثة فروع الأول منها يتمثل في الأفراد والفرع الثاني للجهات الحكومية والأهلية والثالث للنقل الثقيل، فيما تم حجب فرع النقل المدرسي والجامعي لهذه النسخة في ظل انعكاسات جائحة فيروس كورونا، وستستمر الجائزة للعام الثاني على التوالي في تسجيل السائقين الذين بسجلاتهم مخالفات مرورية، بهدف تحسين سلوك السائقين الأكثر مخالفات وخطورة وذلك من خلال دعوتهم للمشاركة في الجائزة وتحفيزهم بسداد نسبة معينة من المخالفات حسب ترتيب الفائز.
الآن وبعد هذه السنوات من التكريم، أقترح أن يتم التعاون مع مدير مرور المنطقة الشرقية سعادة العميد علي الزهراني للرجوع لسجلات الفائزين في النسخ السابقة وعمل دراسة عن مدى الاستفادة من الجائزة والتكريم وكم نسبة من لم يخالف واستمر سجله نظيفا مع احترام الخصوصية طبعا، وتشمل الدراسة صلاحية رخص واستمارات وتأمين مركباتهم ومن خلال نتائج الدراسة المقترحة نستطيع أن نقيس فعالية الجائزة من عدمه، وفي حالة وجود مخالفات في سجل من تم تكريمهم يتم تحليلها لمعرفة أوقات المخالفات ونوعيتها وأعمار المخالفين ففي هذه الدراسة فوائد عدة.
فالسائق المثالي يبقى مثاليا قبل وبعد فوزه بالجائزة.
Saleh_hunaitem@