فعالم صناعة الفيديو القصير وإنتاجه يعد من أبرز المهارات الجديدة في الساحة الإعلامية وتحديداً الإعلام الرقمي وتقنياته الحديثة، التي نجح فيها الكثير من الإعلاميين من الجنسين، فهي تقدم المحتوى بصناعة تعتمد على اختزال الرسالة الإعلامية بأقل الكلمات وأفضل المعاني، وتناغم الصورة والصوت بتسلسل زماني ومكاني يحكي قصة أو حدثا يهمنا.
ورغم ذلك الانخراط الواسع من الإعلاميين في صناعة وإنتاج الفيديو القصير ومحتواه، إلا أن هذه الصناعة مازالت تتطلب منا تنمية مهاراتنا في جميع مراحل إنتاجها، ابتداء من اختيار الفكرة وكتابة النص الإبداعي، واختيار زوايا، وأحجام لقطات التصوير الهادفة، وتحقيق جذب المشاهد واستمرارمتابعته لصناعتنا الإعلامية عبر مرحلة مهمة تعرف بالمونتاج، الذي يرسم الشكل النهائي لرسالتنا الإعلامية، بفنٍ ومهارةٍ جاذبة ومشوقة.
لذا فإن تأسيس أكاديمية «نيوم للتدريب الإعلامي الرقمي»، التي انطلقت بالشراكة مع هيئة الإذاعة والتليفزيون، تمثل عالما جديدا من التأهيل والتدريب المحترف العالمي للمواهب الشابة الإعلامية في صناعة الفيديو القصير وتطوير إنتاجه وصناعة المحتوى في الإعلام الرقمي، وتطوير خبراتهم المهنية لصناعة الإعلامي الحديث، حيث ستوفر الأكاديمية، برنامجًا تدريبيًا يضم في مرحلته التجريبية 30 شابًا وشابة من مختلف أنحاء المملكة، لتمكينهم من تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم في مجال تصويرمحتوى الفيديو القصير وإنتاجه، ما يتيح لهم التعرف على مفاهيم علمية وتطبيقات عملية في مجال إنتاج وإدارة محتوى الإعلام الرقمي الهادف. فمنصات الإعلام الرقمي، التي تتصدر مشهد الإعلام اليوم، تزهو بأعمال رائعة وفريدة للكثير من الأعمال الإعلامية الفنية، التي يصنعها ممارسو الصحافة الإذاعية والتليفزيونية والمقروءة لوسائلهم أو منصاتهم الإعلامية الرقمية، فهم يتمتعون ويتميزون عن غيرهم بالقدرة على كتابة النصوص الإبداعية والتصوير الاحترافي والمونتاج دون استخدام الأدوات التقليدية لصناعة الرسالة الإعلامية، وإيصالها بكل احترافية ومهنية، والأجمل أن هناك الكثير من الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الصحفية والقنوات التليفزيونية اهتمت بهذا الجانب، حيث حرصت وبدأت في عقد الدورات التدريبية والتأهيلية للمهتمين بهذه الصناعة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت «صحيفة اليوم» في المنطقة الشرقية من أولى الصحف اليومية، التي نجحت في صناعة الفيديو الصحفي الرقمي، الذي يتسم بوقته الموجز، تلاها بعد ذلك عدد من الصحف السعودية اليومية، التي بدأت مؤخراً في صناعة الفيديو القصير للخبر والتقرير والقصة الخبرية.
وأؤكد أن هذه الإنجازات والأعمال الفنية تحتاج إلى مزيد من التطوير والتدريب والمعالجة الفنية المتخصصة، التي تحقق لها الاستمرار، وتنمية مواهب الكوادر الشابة، التي أثبتت جدارتها وقدرتها في مواكبة الإعلام الحديث، من خلال إيجاد أقسام للتدريب في تلك المؤسسات أو عقد الشراكات مع الأكاديميات والمعاهد المتخصصة لرفع مستوى أداء صناعة المحتوى الإعلامي، وصناعة الفيديو الإبداعي الرقمي.
[email protected]