قبل 40 سنة تقريبا كان العمانيون في مدن المنطقة الشرقية يقتاتون من وظائف متواضعة لكن روحهم وصداقاتهم مع جيرانهم كانت عالية لما يتمتعون به من أخلاق رائعة جدا. والعمانيون شعب طيب جدا ومسالم. التقيت بمواطن عماني في أحد المراكز التجارية في البحرين وتبادلنا أطراف الحديث. عندما قمت للحساب قال لي النادل: «إن الشخص الذي كان معك دفع الحساب». بحثت عنه فلم أجده ولا أعرف حتى اسمه. استلم السلطان قابوس -يرحمه الله- الحكم فتغير العمانيون من أناس يعيشون من وظائف منخفضة المرتبات إلى مرتبات عالية. ازدهرت سلطنة عمان ونمت بهدوء قابوس وعمله من أجل ازدهار العمانيين، ونجح في أن يتحول العمانيون إلى شعب غني ترك أشغاله السابقة وبدأ في الدخول إلى عالم النمو والتوسع. وها هي عمان تواصل الدخول في هذا العالم برعاية وجهود السلطان الجديد. وعندما يجتمع ملك وسلطان، يزداد التفاؤل في توسيع مجالات التعاون وتعميق الرؤية في سبيل تنمية الشعبين الشقيقين. ويسير السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان في خطواته لرسم الحكم وفق مسارات متعددة سياسية واقتصادية وتنموية حيث يزور السعودية اليوم كأول بلد يزوره بعد تسلمه الحكم، مؤكدا مكانة المملكة على المستوى الإقليمي. وتتجسد رؤية عمان «2040»، التي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا ونماء في دعم النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاستدامة المالية مصحوبة ببرامج الحماية الاجتماعية، مع ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق، وإرساء نظام تعليمي وصحي بجودة عالية، في انتظار تواصل البناء والعمران لمصلحة الأجيال المتوالية. وأعلن السلطان حزمة من الإجراءات لمساعدة الشباب، وأصحاب العمل خاصة في ظل تأثيرات جائحة كورونا. وتم الإعلان عن خطة لتوفير 32 ألف فرصة عمل خلال العام الحالي، منها 12 ألف وظيفة في القطاعين العام والعسكري، وستوفر الحكومة مليون ساعة للعمل الجزئي في المؤسسات الحكومية في مختلف المحافظات، وتدعم أجور العمانيين الداخلين الجدد في القطاع الخاص، وبنحو 200 ريال عماني (ما يعادل 520 دولارا) لكل شخص، ولمدة ستة أشهر، وذلك للعاملين في المؤسسات التي تأثرت بالجائحة، والذين يقدر عددهم بـ 15 ألف شخص. وستقوم وزارة العمل بالإعلان عن الضوابط والآليات التنفيذية لذلك. وخلال حكم السلطان هيثم الذي حلت ذكراه الأولى قبل عام ونصف وشهدت خلاله السلطنة إنجازات واعدة تؤسس لنهضة عمانية متجددة، تتجسد في رؤية «عمان 2040»، التي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا. وتركز الرؤية على دعم النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاستدامة المالية مصحوبة ببرامج الحماية الاجتماعية، مع ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق، وإرساء نظام تعليمي وصحي بجودة عالية، ضمانا لتواصل البناء والعمران لمصلحة الأجيال المتوالية.
نهاية
يحل النماء عندما يلتقي العظماء.
@karimalfaleh