وقال كعكي: إن المدينة الصناعية الجديدة ضمان لاستدامة مكة المكرمة، وتوفر فرصا استثمارية واعدة ومجالات واسعة للتوظيف، وتشكل مع المدينة الأولى الخارطة الاقتصادية المستقبلية لمكة المكرمة، الوجهة التي يسعى لها أكثر من 1.9 مليار مسلم، وهي ثاني أكبر مدينة على مستوى العالم من ناحية إنفاق الزوار، والذي حقق نحو 4.2 مليار ريال في العام 2017.
وأشاد بهذا الإنجاز، الذي من شأنه جمع كافة الأنشطة الصناعية داخل مساحات «مدن»، وتشير الإحصاءات إلى أن 77% من المصانع خارج هذا الإطار حاليا، لتنعم بكافة الخدمات التي تقدمها الهيئة، وتستطيع المنتجات المحلية منافسة الأسعار العالمية.
30 مليون زائر
من ناحيته، بيَّن نائب رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة رئيس اللجنة الصناعية والثروة المعدنية بالغرفة نايف الزايدي، أن المدينة الصناعية الجديدة تتسق مع مستهدفات الرؤية الرامية للوصول إلى 30 مليون زائر عام 2030، وتسهم في الاستجابة للفرص الاستثمارية المتاحة، وتحل كثيرا من التحديات التي تواجه الصناع في العاصمة المقدسة التي تشمل أراضي بمساحات كبيرة غير مستغلة.
وتحدث عن السوق الواسعة للمنتجات في مكة المكرمة، وحجم الطلب العالي على المواد الاستهلاكية تامة الصنع طوال العام، مشيرا إلى دراسة نفذها مركز ذكاء الأعمال التابع لغرفة مكة المكرمة، وأوضحت أن ضيوف الرحمن يستهلكون نحو 44 مليون إحرام سنويا، وأكثر من 50 مليون سبحة سنويا، مما يوضح حجم الطلب الكبير في السوق، التي تضم أكثر من 1600 فندق ووحدة سكنية، ويصل حجم المشاريع العقارية القائمة إلى أكثر من 5 ملايين متر مربع.
وتابع الزايدي: «التصنيع يعمل كمحرك للنمو في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، شريطة أن يكون لديها مستوى كاف من رأس المال البشري، مع وجود علاقة طردية بين نمو التصنيع ونمو الخدمات»، لافتا إلى أن القطاع الصناعي يوفر فرصا اقتصادية في قطاعات مختلفة لا يمكن أن تتوافر بهذا الحجم في قطاع الزراعة أو الخدمات.
المحتوى المحلي
فيما تناول الأمين العام لغرفة مكة المكرمة المهندس عصمت معتوق، أهمية الاستجابة للطلب العالي للمنتجات الاستهلاكية والخدمات التي توفرها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» من أجل تعزيز رؤية تمكين الصناعة وزيادة المحتوى المحلي بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، مستندة على نمو سكاني يصل إلى نحو 3.8 في المائة، وارتفاع راتب في حجم الواردات حيث سجل نسبة 18% في العام 2019 مقارنة بالعام 2018.
معايير عالمية
ولفت إلى الإمكانات الهائلة التي تزخر بها المملكة، وتؤهلها للاضطلاع بدور صناعي كبير في المنطقة، وأهمية الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة، والاستثمار الصحيح في التقنية للوصول بالجودة إلى أعلى المعايير العالمية حتى تتحول مكة المكرمة إلى مركز اقتصادي وصناعي، بالاستفادة من الحجم الهائل للوفود والزوار الذين يشكلون سوقا كبيرا وواعدا، مما يتطلب العمل على تعزيز القيمة النسبية والتنافسية، خاصة في مجال الاستثمار في الصناعات المرتبطة بالحج والعمرة.
واعتبر معتوق أن التوسع في المدن الصناعية فرصة لتحقيق التوجه نحو التحول الرقمي، ولكي تصبح مكة المكرمة مدينة ذكية تخدم الصناعة الوطنية، مبينا أن وجود قطاع صناعي فعال سيرفع حجم الصادرات الصناعية، ويقلص الواردات السلعية، ما سيكون له أثر إيجابي على الناتج المحلي، ويرفع القدرة على خلق الفرص الوظيفية.
خدمات لوجيستية
من جهته، أوضح مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» قصي العبدالكريم أن المدينة الصناعية الثانية تعد الإضافة الثانية بعد المدينة الصناعية بالطائف وهي ستحقق الاستفادة من مزايا العاصمة المقدسة التي يفد إليها ملايين المسلمين في مواسم الحج والعمرة وتوفر فرصا هائلة لمستثمري القطاع الصناعي. وأضاف إن العكيشية هي مدينة صناعية جديدة بمكة المكرمة تنضم إلى منظومة مدن بهدف تمكين الصناعة في المنطقة والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة تماشيا مع رؤية السعودية 2030.
يذكر أن المدينة تتميز بموقعها المباشر على الطريق الدائري الخامس ومفترق طرق مكة المكرمة -الطائف- جدة، وقربها من مدينة السيارات وحد الحرم المكي على مسافة 10 كم، و20 كم إلى وسط المدينة، فيما تصل المسافة بينها وبين محطة قطار الحرمين إلى 25 كم فقط، و88 كم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، و70 كم إلى ميناء جدة الإسلامي.