شاهدت أحد الأفلام الأجنبية، تحكي قصته، أن أبا ظل يبحث هو وابنته عن جثة ابنته الأخرى، في بركة كبيرة، مقابلة لمنزله.
يذهب يومياً لمدة زادت على عشر سنوات إلى هذه البركة، ومعه أدوات الحفر، وعلامات يضعها بعد الانتهاء من الحفر، تدل على أنه قام بالحفر في هذا المكان ولم يعثر على شيء.
إلى أن حدث في نهاية الفيلم ما لم يكن متوقعاً، هو أن ابنته التي كانت تبحث معه، كانت تقوم بتضليله، وتوجيهه للبحث في المكان الخاطئ، علماً بأنه يمر يومياً خلال ذهابه وإيابه من البركة، على جثة ابنته الأخرى، فقد قتلتها ودفنتها بالقرب من الغرفة، التي يسكنها هذا الأب.
ولم يفعل (بلين جيبسون) ما فعله الأب وقام هو الآخر، بالبحث في المكان الخاطئ، بل قامت بعض الدول بأداء دور الأب هذه المرة، حينما قاموا بالبحث عن الطائرة الماليزية المفقودة MH370.
لقد شاركت 34 سفينة و28 طائرة من سبع دول مختلفة بالبحث عن الطائرة في بحر الصين الجنوبي، ولم يستطيعوا الوصول إليها، بسبب أنهم يبحثون في المكان الخاطئ.
وظل البحث مستمراً من قبل الدول عن الطائرة تحت المياه، عن طريق مركبات المسح الجانبي بالسونار، التي كان سحبها بطريقة آمنة يمثل تحدياً صعباً، نظراً لطبيعة تضاريس أعماق البحر، بالإضافة إلى أن القاع مبطن بنتوءات يكتنفها الظلام لم يسبق للضوء أن يصل إليها من قبل.
مجهودات شاقة ومكلفة وأوقات ضاعت دون جدوى. لم تفلح كل هذه المحاولات في العثور على الطائرة أو حطامها.
في حين استطاع «بلين جيبسون»، الذي فعل عكس الجميع، وبحث عن الطائرة، ولكن لم يبحث تحت الماء، بل بحث عنها على الشواطئ.
وبالفعل، استطاع «جيبسون» العثور على ثلث عدد القطع، التي تم التعرف إليها حتى الآن، وتخص هذه الطائرة، كل ذلك وهو يمارس هوايته، المغامرة، الاستكشاف، البحث عن الحقيقة.
قد لا تستطيع أن تقوم بما قام به جيبسون بالسفر حول العالم، ولكن تستطيع أن تتعلم أن تبحث في المكان الصحيح، ولا تترك نفسك ضحية لمَنْ يقم بتضليلك بالبحث في المكان الخاطئ.
@salehsheha1