وقال الميجر محمد دين تيسير العضو في وحدة القوات الخاصة التي أُرسلت إلى قندهار، معقل طالبان سابقا، بعد العملية: «تلقينا تقريرا عن تسلل العدو إلى هنا».
وأضاف: «إن التقرير أشار إلى وجود ما يصل إلى 300 مقاتل من طالبان في المنطقة»، وتابع: «للأسف ما سمعناه في التقرير لم يتطابق مع ما رأيناه في الموقع».
وأضاف إن غياب مقاتلي طالبان يثبت أن مزاعم الحركة عن سيطرتها على ما يصل إلى 85 بالمائة من أراضي البلاد مبالغ فيها.
وأكد ذلك أيضا صعوبة مواجهة عدو يمزج بين الهجمات المباشرة على نقاط التفتيش والقرى والبلدات والمدن وبين أساليب الكر والفر التي تؤدي إلى تفادي سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.
المكاسب الأخيرة
وتأتي المكاسب التي حققتها طالبان على الأرض في الآونة الأخيرة مع انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الجيش الأمريكي من أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاما تاركة مهمة انتشال البلاد من أزمة أمنية متفاقمة للقوات المحلية.
قندهار من بين أقاليم عديدة شهدت في الآونة الأخيرة تصعيدا لهجمات طالبان التي تقول «إنها تريد المشاركة في إدارة البلاد سلميا».
وأحرزت الحركة تقدما الأسبوع الماضي في غرب البلاد بالقرب من الحدود مع إيران، كما حاصرت مدينة غزنة بوسط البلاد.
وتم استدعاء وحدة القوات الخاصة بعدما حاول المتمردون السيطرة على قرية خان بابا في منطقة داند في قندهار، حيث هاجموا القرية مطلقين القذائف ونيران الرشاشات الثقيلة على قوات الأمن والشرطة المحلية.
وتوجه الجنود إلى هناك تحت جنح الظلام مستعينين بمعدات الرؤية الليلية على متن عربات «هامفي» عليها ثقوب خلفتها رصاصات أُطلقت في مهام سابقة نُفذ بعضها مع الحلفاء الأمريكيين.
لكن عندما وصلوا كانت القرية شبه خالية بعدما ساعدت الغارات التي نفذتها القوات الجوية الأفغانية في دفع طالبان للتراجع.
وانتقل جنود الوحدة بسرعة وهدوء من منزل لآخر بحثا عن فلول من طالبان ربما كانوا مختبئين، لكنهم لم يجدوا سوى عدد قليل من كبار السن بينما فر باقي سكان القرية مع بدء القتال، ونقلوا الجنود المصابين إلى أقرب قاعدة عسكرية.
ومن بعيد تردد دوي إطلاق نار متقطع.
وكتب مسؤول دفاعي أفغاني على تويتر الإثنين: إن 26 متمردا قتلوا في عمليات وضربات جوية أمس في داند ومنطقة أخرى في قندهار.
تنحي «الجنرال»
قال مسؤولون أمريكيون: إن الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان تنحى عن القيادة الإثنين، في خطوة رمزية لانتهاء أطول حروب الولايات المتحدة وذلك رغم اكتساب مقاتلي حركة طالبان قوة دفع بفعل الانسحاب الأمريكي.
وسيصبح ميلر آخر ضابط أمريكي برتبة جنرال على الأرض بأفغانستان في مراسم اقيمت في كابول، وذلك قبل النهاية الرسمية للمهمة العسكرية في 31 أغسطس المقبل وهو الموعد الذي حدده الرئيس جو بايدن في إطار السعي لانتشال أمريكا من الحرب الدائرة منذ نحو 20 عاما.
وتوجه الجنرال كينيث ماكينزي بمشاة البحرية الأمريكية، الذي تشرف القيادة الوسطى برئاسته على القوات في مواقع ساخنة منها أفغانستان والعراق وسوريا إلى كابول للتأكيد على المساعدة الأمريكية مستقبلا لقوات الأمن الأفغانية.
وقال ماكينزي لمجموعة صغيرة من الصحفيين «أعترف بأن الأمر سيختلف جدا عما كان عليه في الماضي، لن أهون من ذلك، لكننا سندعمهم».
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن طالبان تسعى فيما يبدو في رأيه إلى «حل عسكري» للحرب، التي حاولت الولايات المتحدة دون جدوى أن تنهيها باتفاق سلام بين طالبان وحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وقال: «إن عواصم الأقاليم معرضة للخطر»، لكنه أشار إلى أن قوات الأمن الأفغانية «عازمة على الاستماتة في الدفاع عن هذه العواصم الإقليمية».
وفي نفس السياق، تواصل حركة طالبان التقدم على جبهات المعارك مع انسحاب القوات الأمريكية.
الهجوم الأحدث
وقال مسؤولان: «إن مقاتلي طالبان حاصروا مدينة غزنة وسط أفغانستان واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في قتال قوات الأمن، لتكون المدينة بذلك أحدث مركز حضري يتعرض لتهديداتهم».
والهجوم هو الأحدث على عاصمة إقليمية إذ تسعى طالبان لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي وشجعها في ذلك رحيل القوات الأجنبية.
وقال حسن رضائي عضو مجلس الإقليم «الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية، تستخدم طالبان منازل المدنيين كمخابئ وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية».
وتصاعدت أعمال العنف في البلاد منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل أن القوات الأمريكية ستنسحب بحلول 11 سبتمبر، منهية بذلك وجودها الذي دام 20 عاما في أفغانستان.
وقال سكان: «إن الاشتباكات بين الطرفين مستمرة أيضا في إقليم قندهار بجنوب البلاد الذي كان لطالبان فيه عادة وجود قوي»، وتقع غزنة على الطريق الرئيسي بين كابول ومدينة قندهار.
وقال حميدزي لالي، وهو عضو سابق في البرلمان ويقاتل حركة طالبان في قندهار مع مسلحين «يهاجم مسلحون من طالبان منذ أربعة أيام مدينة قندهار من اتجاه الغرب».
وأضاف: «تقاتل قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك القوات الخاصة، طالبان وتحاول دفعهم للتراجع».
وقال فؤاد أمان المتحدث باسم وزارة الدفاع «إن الوضع في قندهار تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن الوطنية الأفغانية»، وهي التي نفذت عمليات جوية وبرية خلال الأيام القليلة الماضية.
ولم تتمكن «طالبان» حتى الآن من السيطرة على عواصم إقليمية لكن هجماتها في أنحاء البلاد تمثل ضغطا على قوات الأمن.
ودخل مقاتلو الحركة الأسبوع الماضي عاصمة إقليم بادغيس في غرب البلاد وسيطروا على منشآت أمنية وحاولوا الاستيلاء على مكتب حاكم الإقليم قبل أن تدفعهم القوات الخاصة للتراجع.