الصداقة علاقة اجتماعية تربط شخصين أو أكثر وطالما يتردد على مسامعنا مقولة «اندثر عهد الأصدقاء وعلت المصالح والماديات» هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، لكن إذا توافرت المقومات لوجود الأصدقاء في حياتك بعد توفيق الله تكون الصداقة والأصدقاء. واختيارهم أو وجودهم في طريقك من أفضل النعم التي يمن بها الله عز وجل عليك لأن الصداقة الحقيقية المخلصة والإيجابية هي من أجمل أنواع الصداقات لأنها تدفع الإنسان إلى تطوير ذاته والارتقاء بها إلى الأفضل والأحسن وتحويل لحظات الضعف واليأس إلى لحظات أمل وقوة، وصديقك هو الذي يجعل نظرتك إلى الحياة مختلفة دون امتنان. هناك الكثير من الأشخاص تغيرت حياتهم العملية والعلمية برمتها في وجود الصديق الإيجابي الذي دفعهم إلى النظر للحياة بزاوية ورؤية أخرى إيجابية.
تعتبر الصداقة إحدى العلاقات المميزة في مجتمعنا الإسلامي قال صلى الله عليه وسلم: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.. إلخ، وجود أشخاص إيجابيين صالحين في حياتك يشعرك بالسعادة والدعم والامتنان ويقلل شعورك بالوحدة ويجعلك أكثر قدرة على العطاء ومساعدة الآخرين، فوجودهم يساعد على تكوين شخصية الإنسان إلى الأفضل خاصة إذا توافرت الأخلاق الحسنة وكانت مبنية على الاهتمام المتبادل والمحبة الصادقة، فالصدقات والعلاقات الاجتماعية أمر لا غنى عنه، فالإنسان اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش وحده دون عائلة وزملاء وأصدقاء وهذا جزء من فطرة الإنسان السوية، هناك العديد من الصفات التي يتميز بها الصديق الحقيقي من أهمها شعوره بالسعادة عندما ينجح صديقه بإنجاز شيء ما وتقديم التشجيع والدعم له، قبوله بصديقه كما هو هي الثقة الحقيقية وقد تكون الأهم ثقته بالآخر، فإذا تزعزعت هذه الثقه انتهت الصداقة فالصديق في النهاية هو أخ لم تلده الأم، بل هو أقرب من ذلك، فالصديق الحقيقي لا تزول صداقته مع زوال المصالح والعلاقات الاجتماعية الأخرى.
إذا كنت موظفا أو طالبا فتعرف على جميع الزملاء واختلط بهم ومن خلال التعاملات والاحتكاك بهم ستتعرف أكثر على سلوكهم ومستواهم الأخلاقي والثقافي وطباعهم وظروفهم وهذه المعطيات تستطيع من خلالها اختيار من يشبهك منهم لتتخذه صديقا لك. مع الأخذ في الاعتبار توخي الحذر وعدم التسرع في الحكم بأن هذا صديق حقيقي.
ويمكن أن نستفيد من خبرات الكبار من الأقارب ومن الأقوال المأثورة «الأصدقاء ثلاثة أحدهم كالغذاء لا بد منه، والثاني كالدواء تحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث كالداء لا تحتاج إليه قط».
فالصديق بمثابة الميزان الذي يضبط نفسيتنا وأداة التوازن في حياتنا فهو صاحب تأثير ونفوذ وسلطة وهناك بعض الدراسات تؤكد أن من أهم معايير اختيار الصديق هو التوافق الكامل والتام في السن والظروف الاجتماعية والأخلاقية والتربوية لأنه من الأفضل أن يتوافق الأصدقاء في العمر والأخلاق والطبقة الاجتماعية والتربوية لكيلا يحدث خلل في اتخاذهم لقراراتهم المشتركة أو في حالة النصح المتبادل بين الأصدقاء.
وأخيرا ولئن شكرتم لأزيدنكم - الحمد لله الذي أكرمني بإيجابية صديق صديقي وصديقي.
@drkali2008