إن النجاح الباهر الذي حققته المملكة في فترة وجيزة من خلال تفعيل الحج الذكي وتطبيقاته، التي بلغت نحو 16 تطبيقاً إلكترونياً تحقق اليسر والسهولة والخدمة السريعة لقاصدي بيت الله الحرام، تدعو للفخر والاعتزاز، فكل ما يحتاجه الحاج أصبح متوافرا بين يديه منذ أن ينوي أداء فريضة الحج وحتى ينتهي من قضاء مناسكه، ومغادرة المشاعر المقدسة.
وتميزت الخدمة الذكية، بتنوعها وتحقيق الشمولية للوصول إلى الخدمة، التي يحتاج إليها الحاج أو المعتمر والزائر، وتوفيرها بأسهل الطرق الأمر الذي يؤكد حرص حكومتنا الرشيدة إلى الارتقاء بكل ما يحقق للحاج والمعتمر أفضل الخدمات بأعلى مستويات ومعايير جودة الخدمة المقدمة.
من واقع تجربة عشتها في حج عام 1440هـ كان تطبيق برنامج «حج ذكي»، الذي طبق للمرة الأولى، أسهم في تفويج حجاج بيت الله الحرام من المسجد الحرام إلى مشعر منى، ومن مشعر منى إلى مشعر عرفات، بخطوات ذكية، حققت سلاسة وانسيابية الحركة في الدخول والخروج إلى المشاعر، حيث خلال دقائق معدودة تم تفويج آلاف الحجاج عبر قطار المشاعر والنقل الترددي ومسارات المشاة بشكل مبهر اتسم كل ذلك بالمرونة والسرعة وسط منظومة متكاملة من الخدمات، التي يشرف عليها أكثر من 24 جهة حكومية تعمل وفق منظومة من الخطط المدروسة، وتعاون وثيق، لتقديم الخدمة بتفوق، وتميز لتحقق الراحة والسلامة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام.
تزايد وتطور للنجاحات من خلال استخدام أحدث التقنيات لخدمة ضيوف الرحمن في حج استثنائي للعام الثاني على التوالي، مع هجمة جائحة كورونا كوفيد -19، التي تعتبر الهجمة الأشرس في تاريخ العالم أجمع، حيث نجحت المملكة في المواجهة والتصدي لهذه الجائحة والتعامل معها بذكاء وحزمة من الإجراءات، وبادرت بجدارة واقتدار في وضع الخطط والبرامج سريعة التنفيذ بجودة ومهارة لحماية الإنسان والمكان، والمتابعة المتواصلة لتطبيق التحذيرات والاحترازات الوقائية في المشاعر المقدسة لينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم في سلامة وأمان، فقد جهزت نحو 1700 حافلة للنقل الترددي بتنظيم منفرد، وألوان ومسارات مخصصة تراعي تطبيق الاحترازات، إضافة إلى قطار المشاعر، الذي جهز بكل وسائل السلامة وتحقيق الاحترازات وتطبيقها لحفظ سلامة الحجاج.
عندما نكتب ونتحدث عن دور قيادتنا الحكيمة، ووطننا العظيم، في خدمة الحرمين الشريفين، والعناية بخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار على مر الأزمان، وحتى يومنا هذا، تعجز حروف كلماتنا، عن التعبير وسرد الجهود الجبارة العملاقة، الظاهرة الطاهرة، فهي وسام شرف عظيم لنا، كما قال سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-: «هذه الدولة في خدمة البيتين الشريفين، وشرف أن يكون ملكها خادما للحرمين الشريفين، وهذا ما نعمل به إلى اليوم والحمد لله»، وكلنا على نهج قيادتنا، التي تسير بنا في خطى ثابتة متواصلة نحو أجمل الأفعال والأقوال لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
[email protected]