نستقبل عيد الأضحى المبارك، الذي يتزامن مع العام الثاني من ظهور جائحة كورونا وعودة الحياة الطبيعية في مملكتنا الحبيبة، التي سطرت أروع الأمثلة في التصدي لهذه الجائحة، وباتت أنموذجا عالميا يحتذى به في طريقة تعامل المنظومة الصحية مع هذه الجائحة، التي وصلت أعداد مَنْ تلقوا جرعات التطعيم 21 مليون شخص.
بلا شك أننا كمسلمين لنا عاداتنا وتقاليدنا الخاصة بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك عبر المناسبات الاجتماعية والزيارات العائلية واجتماعات الأصدقاء والأحبة، ولكن دعونا لا ننسى أن فيروس كورونا لا يزال يواصل انتشاره على نطاق واسع في أنحاء العالم، على الرغم من اتِّساع نطاق حملات التَّحصين ضد الفيروس، ولذلك وحتى نحافظ على ما تحقق من منجزات عظيمة على أيدي قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- يجب على جميع أفراد المجتمع المساهمة بدورهم الإيجابي في تعزيز وتكامل الجهود الوطنية، التي تقوم بها جميع قطاعات الدولة في مواجهة الجائحة، ويجب عليهم أن يكونوا مساندين لهذه الجهود، ومستشعرين لأهميتها، وذلك عبر الإحساس بالمسؤولية الفردية، باتباع كل شخص للإجراءات الاحترازية والإبلاغ عن المخالفين عبر القنوات المخصصة لذلك، واستشعار الجميع للمسؤولية لأن الحذر واجب في ظل استمرار الجائحة، والحالات ما زالت تسجل.
الإنسان بطبعه اجتماعي وديننا الحنيف حثنا على التواصل فيما بيننا، وبخاصة في الأعياد، التي لا تكتمل فرحتها إلا بالتواصل والالتقاء، ولكن كما ذكرت المملكة قطعت أشواطا طويلة في مواجهة جائحة كورونا وحققت منجزات صحية عظيمة، ولذلك يجب علينا الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية حتى نحافظ على هذه الإنجازات ونواصل ممارستنا حياتنا بشكل طبيعي كما يجب علينا أن نتعلم السعادة في كل الأحوال، وكيفية تحويل التحديات إلى فرص إيجابية، كما أن أزمة «كورونا» فرصة لممارسة عبادة الصبر الذي يعتبر جزاؤه كبيراً عند الله، وأن نشكر المولى عز وجل في كل الأحوال، وهذا الشكر يعزز من مستوى الشعور بالسعادة ويرفع معدل الطاقة الإيجابية لدى الأفراد، ويجعلنا نركز على الجوانب، التي نملكها بين أيدينا وليس ما فقدناه.
من هذا المنطلق أوجه رسالة للجميع باستمرار التقيد بالإجراءات الاحترازية، والحذر من ممارسة أي عادات قد تؤثر سلبا على صحتنا وحياتنا وتساهم لا سمح الله في زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا أو تجعلنا نفقد شخصا عزيزا، الأمر بأيدينا وكلنا مسؤول وكلنا ثقة بوعي الجميع.
@alsyfean